مات سنة ٥٤٨ ه (١)».
ومن المصادر الرئيسة التي اعتمدها في تأليفه تاريخ بيهق ومنها ما هو مفقود : تاريخ نيسابور لأبي القاسم عبد الله بن أحمد الكعبي البلخي المتوفى سنة ٣١٩ ه ، قال البيهقي إنه احترق وإن أصله في مكتبة مسجد عقيل. كما أكثر في النقل من كتاب الكعبي الآخر مفاخر خراسان.
تاريخ نيسابور للحاكم محمد بن عبد الله النيسابوري الضبي (٣٢١ ـ ٤٠٥ ه) الذي قال إنه في ١٢ مجلدا.
تتمة تاريخ نيسابور وهو سياق التاريخ لأبي الحسن عبد الغافر الفارسي (٤٥١ ـ ٥٢٩ ه) ويوجد له اليوم منتخب طبع في قم بتحقيق محمد كاظم المحمودي ،
__________________
(١) معجم الأدباء ، ٣ ، ٩٦١. وقد امتدّ بلاء الغز إلى سنوات بعد هذا التاريخ حيث نقرأ في طبقات الشافعية الكبرى (٦ / ٩٤): «محمد بن أسعد النوقاني : قتل في مشهد علي بن موسى الرضا في ذي القعدة سنة ٥٥٦ ه في واقعة الغز». وللاطلاع على الأعداد الغفيرة من الطلاب والعلماء ممن قتلهم الغز ـ وقد قتلوا أغلبهم صبرا ـ يمكن الرجوع مثلا إلى كتابي السمعاني التحبير والمنتخب من معجم شيوخه في مواضع متفرقة منها. ولاشتهارهم بالقسوة فقد كانت في القلوب منهم رهبة حتى يقول السمعاني خلال حديثه عن وفاة المحدث محمد المارشكي «توفي خوفا من الغز وقت نزولهم بطوس وإحاطتهم بها من غير معاقبة في أواخر رمضان سنة ٥٤٩ ه» (المنتخب ، الورقة ٢٣٣ ب). وقد قتلوا بعض الناس والعلماء وهم في الجوامع كما حدث لمحمد بن علي بن هارون الذي دعاه البيهقي «نسابة المشرق» وقال إنه قتل في شوال سنة ٥٤٨ ه في الجامع المنيعي ، قتله الغز ، له كتب كثيرة تفرقت بعده ولم ير منها أثر» (لباب الأنساب ، ٢ / ٦٤٠) ، ويبدو أن عقوبة الغز المفضلة هي دس التراب في فم الضحية ، وقد رأينا هذه العقوبة وقد كررت مع عالم آخر هو المحدث محمد بن يحيى النيسابوري ، قال السبكي «قتل في شهر رمضان سنة ٥٤٨ ه ، وقتله الغز شهيدا ، قيل إنهم دسوا في فيه التراب حتى مات ، وقال علي بن أبي القاسم البيهقي يرثيه ...» (طبقات الشافعية الكبرى ، ٧ / ٢٦ ، ٢٧).
وفي منتخب معجم شيوخ السمعاني (الورقة ٢٤٧ أ) أنه قتل في ١١ شوال ٥٤٩ ه. والسمعاني مقدم على غيره في هذا الأمر لأنه التقاه وسمع منه وكان خبيرا بخراسان وعلمائها.