فيها يزيد عما هو موجود في متن رحلته. والفترة الوحيدة المعروفة يقينا من حياته هي المسجلة في رحلته ، والتي تكشف عن شخصيته وتبين أنه عالم ملم بجميع العلوم ذو اطلاع واسع ، إلا أنه ليست لدينا معلومات مفصلة عن بداية حياته العلمية. والراجح أن يكون من عائلة علم فقد نعت والده بالشيخ الصالح الخطيب في بداية نسخة الرحلة المخطوطة في الرباط ، إلى جانب اهتمامات شقيقه يحيى العلمية.
وفيما يبدو أنه تلقى تعليمه بمراكش لأنه ارتبط فيها بصلة قوية مع عدد من علمائها ومنهم ابن عبد الملك المراكشي (١).
صفاته :
حفلت رحلة العبدري بتدوين مشاهداته والتي أظهرت دقته في تسجيل ملاحظاته. إضافة إلى وجود الكثير من المباحث الفقهية والنحوية واللغوية والأدبية والأبيات الشعرية التي امتلأت بها رحلته. فمن خلال المباحث يظهر لنا العبدري العالم المثقف المتمكن في علمه ، إذ عكف على مناقشة القضايا التي أوردها معتمدا على ما سبق كتابته في نفس الموضوع مع ترجيح بعضها على بعض هذا من الناحية العلمية.
صفاته الخلقية :
فيها الحدة والغضب والسخط وعدم الرضا. كان صادقا في أحكامه على أهل المدن ضئيلى الثقافة فهو ما أن يحس بذلك حتى يسارع إلى رميهم بأقدح الذم والهجاء معتقدا صواب ما يفعل.
وقد نقده ابن عبد السلام الناصري (٢) في هذا الجانب رغم عدم إنكاره لعلمه وفضله (٣) وهو ما لم يعهد في رحالة قبله أو بعده.
__________________
(١) العبدري : الرحلة المغربية ، ص ح المقدمة ، ١٤٠ ، ٢٧٥.
(٢) محمد بن عبد السلام بن عبد الله بن محمد بن محمد الناصرى عالم الحديث رحالة من أهل درعة بالمغرب تعلم ببلده وسافر إلى فاس فقرأ على علمائها ورحل إلى المشرق مرتين توفي بالزاوية الناصرية بدرعة له مؤلفات الرحلة الكبرى والرحلة الصغرى. انظر الزركلي : الأعلام ، ج ٦ ، ص ٢٠٦.
(٣) العبدري : الرحلة المغربية ، ص ص ـ ض.