وتأتي قيمة رحلته في كونها وثيقة سجل فيها حالة العالم الإسلامي العلمية والدينية.
سبب الرحلة :
فقد كانت لأداء فريضة الحج والعلم والتجارة. ونلمس ذلك بوضوح في إشارته إلى أنه كان يحمل القمح لبيعه في مكة المكرمة دلالة على اشتغاله بالتجارة والتي لم يشر أحد إليها. وكان خروجه للرحلة في الخامس والعشرين من ذي القعدة عام ٦٨٨ ه / ١٢٨٩ م من مدينة حاحة ، ولكنه لم يبدأ بتدوين رحلته إلا بتلمسان (١) وأسماها بالرحلة المغربية والتى ربما أخذت اسمها من الطريق البري الذي سلكه في شمال أفريقيا مع الأخذ في الحسبان أنه من ساكني بلاد المغرب.
والواقع أن العبدري مجهول الميلاد وسنة الوفاة ، واحتمال أن تكون وفاته قريبة عقب عودته من المشرق لأنه كما قيل لو عمر طويلا لظهرت له مشاركات في العلوم التي يتقنها ولعثرنا له على مؤلفات قيمة. وكانت رحلة العبدري إلى المشرق في مقتبل حياته (٢).
مؤلفاته :
لا يوجد له مؤلفات غير رحلته التي دونها وسماها الرحلة المغربية.
مميزات رحلة العبدري :
أوضح العبدري المنهج الذي سيتبعه في تقييده لرحلته وذلك من قوله : إنه سيقيد ما أمكنه تقييده بطريقة تجعل الناظر إليه يسمو مطرقا. كما أنه سيذكر وصفا للبلدان التي زارها وأحوال ساكنيها بقدر ما يدركه ويعاينه بالمشاهدة من غير إخفاء القبيح أو تحسينه ولا تقبيح الحسن أو إخفائه. مظهرا ذلك كله
__________________
(١) المصدر السابق ، ص ٧ ، ١٨٨.
(٢) المصدر السابق ، المقدمة ص ١ ج.