أشار ابن خلدون والقلقشندي والجزيري إلى مقتل إدريس بالحرم (١). ولعلّ المقصود هنا أن القتل تمّ داخل مكة المكرمة.
وقد ذهب الخزرجي ويحيى بن الحسين إلى أن أبا سعد قتل في داره وقاتله حماد بن حسن (٢).
أما ابن ظهيرة فذكر أن جماز أحد قتلة أبي سعد ، ولكن دون إيراد تفاصيل في ذلك (٣). ويبدو من تعدد الروايات أن جماز بن حسن قد استنجد بالناصر الذي أمّده بقوّة طامعا في ذكر اسمه على منابر الحرم ، ولكن لا نستطيع الجزم بكبر حجم المساعدة كما ذكر التجيبي خاصة وأن أوضاع العالم الإسلامي وبلاد الشام لا تسمح بإرسال مثل هذا المدد الكبير نظرا لكثرة تهديدات التتار لمقرّ الخلافة العباسية في بغداد.
وفي روايات تشير إلى أن الشريف أبا نمي استنجد بعّمه إدريس حيث استعاد مكة المكرمة من غانم بن راجح بالقوّة سنة ٦٥٢ ه / ١٢٥٤ م (٤). بينما تشير روايات أخرى إلى عدم حدوث ذلك (٥).
وأغلب الظن أن المقصود هنا ليست هذه الحادثة خاصة وأن التجيبي ذكرها في سنة ٦٥٣ ه / ١٢٥٥ م في ذي الحجة ، ولكن المراد هنا هو دخول الشريف أبي نمي وعمه إدريس إلى مكة بعد قتالهم للأمير مبارز الدين ابن برطاس وإخراجه منها (٦).
__________________
(١) ابن خلدون : العبر ، ج ٤ ، ص ١٠٦ ؛ القلقشندي : صبح الأعشى ، ج ٤ ، ص ٢٧٨ ؛ الجزيري : الدرر الفرائد ، ج ١ ، ص ٥٩٨.
(٢) الخزرجي : العقود اللؤلؤية ، ج ١ ، ص ١٠٢ ؛ يحيى بن الحسين : غاية الأماني ، ج ١ ، ص ٤٣٩ ، ولعل ذلك تصحيف الكاتب من جماز إلى حماد.
(٣) ابن ظهيرة : الجامع اللطيف ، ص ١٩٣.
(٤) الفاسي : العقد الثمين ، ج ٧ ، ص ٤ ؛ ابن تغري بردي : الدليل الشافي ، ج ٢ ، ص ٥١٨ ؛ عز الدين ابن فهد : غاية المرام ، ج ٢ ، ص ١٠ ؛ الجزيري : الدرر الفرائد ، ج ١ ، ص ٥٩٨ ؛ ابن ظهيرة : الجامع اللطيف ، ص ١٩٣ ـ ١٩٤.
(٥) ابن خلدون : العبر ، ج ٤ ، ص ١٠٦ ؛ القلقشندي : صبح الأعشي ، ج ٤ ، ص ٢٧٨.
(٦) عز الدين ابن فهد : غاية المرام ، ج ٢ ، ص ٤٤ ـ ٤٥.