أبي نمي حيث أنّ ابنه رميثة أسود اللون (١) وكذلك حميضة وكانت والدة الشريف أبي سعد الحسن حبشية (٢) وربما يكون الداعي الى التزوج بهذا الجنس هو لتدعيم سلطة الشريف المتولي للإمارة.
العادات والتقاليد :
حظي شهر رمضان في بلاد الحجاز بالتعظيم والإجلال لما له من أهمية دينية. ومن العادات المعروفة فيه المسحّراتي وهو القائم على إيقاظ الناس وقت السحور. وفي مكة المكرمة يقوم المؤذن الزمزمي بهذه المهمة حيث يقف في المنارة الواقعة في الركن الشرقي من المسجد الحرام للدعاء والتذكير وإظهار فضل وبركة السحور ، ويقف معه اثنان من إخوته يقومان بترديد بعض أقواله.
ويبدو أن السبب في اختيار هذا المكان لإيقاظ الناس قربه من منزل الأمير.
وعلى هذه المنارة تنصب خشبة طويلة في رأسها عود كالذراع وفي طرفيه بكرتان صغيرتان يوضع عليها قنديلان كبيران من الزجاج يوقدان خلال فترة السحور وسبب ذلك إعلام الناس حال رؤيتها بدخول وقت السحور لمن لا يتسنّى لهم سماع صوت المسحراتي لبعد منازلهم عن المسجد المكي. وعند اقتراب الفجر يقوم المؤذن الزمزمي بإنزال القنديلين ويبدأ الأذان وهذه عادة مستمرة طوال ليالي الشهر الكريم.
وعند إقبال شهر شوال يتميز الناس فيه بارتداء الملابس الجديدة والتي أعّدت خصيصا لهذه المناسبة ويتبادلون فيما بينهم التهاني.
وحرص المؤذن الزمزمي في الحرم المكي على الدعاء للخليفة العباسي ولأمير مكة ولصلاح الدين إثر صلاة المغرب دلالة على ما لهؤلاء الحكام من محبة في نفوس أهل الحجاز.
__________________
(١) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٣٠٦ ـ ٣٠٧.
(٢) عز الدين ابن فهد : غاية المرام ، ج ٢ ، ص ٧٦ ، ٦٣٧.