ومن العادات أيضا ضرب الطبول في أوقات الصلاة إشعارا بابتداء موسم الحج (١).
ومن عادة أهل مكة المكرمة في حالة وجود قحط إخراج مصحف مكتوب بخط زيد بن ثابت الصحابي الجليل رضياللهعنه ووضعه في القبة مع المقام بعد فتح باب الكعبة ثم يجتمع الناس وهم حاسرو الرؤوس داعين الله ومتضرعين إليه حتى يتداركهم برحمته (٢).
والواقع أن هذه العادة بدعة لأن الوارد في السنة أنه في حالة القحط تقام صلاة الاستسقاء ويجتمع الناس لأدائها في أماكن خارج البلد لأجل السعة مع الاستغفار والتوبة والإقلاع عن الذنوب.
ومن عادات المكيين أيضا الاحتفاء بالضيوف وإقامة الولائم كل حسب استطاعته المادية بالإضافة إلى عادة استقبال الحجاج وإخراج أطفالهم لمساعدتهم في أداء المناسك وإرشادهم إلى الطرق الصحيحة لأداء الفريضة (٣).
كما درج أهل مكة على إعداد مياه زمزم للشرب في الحرم حيث توضع في دوارق بعد تنظيفها وجميرها وتوضع حولها كيزان (٤) بيضاء تسمى الغراريف (٥).
كما تحدث ابن بطوطة عن العادات الحسنة لأهل مكة واصفا إيّاها بأنها من" الأفعال الجميلة والمكارم التامة والأخلاق الحسنة والإيثار إلى الضعفاء والمنقطعين وحسن الجوار للغرباء". ودلّل على ذلك بأنه متى صنع أحدهم وليمة
__________________
(١) ابن جبير : الرحلة ، ص ٨٠ ، ١٠١ ـ ١٠٢ ، ١٢٣ ، ١٣٥ ، ١٤٨.
(٢) المصدر السابق ، ص ٨٠ ـ ٨١ ؛ ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٣٨.
(٣) ابن رشيد : ملء العيبة ، ج ٥ ، ص ١٢٩ ، ٨٠.
(٤) (الكوز) نوع من الأواني ذو عروة وفي حالة عدم وجودها يسمى كوبا. انظر ابن منظور : لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٤٠٢ ـ ٤٠٣.
(٥) ابن جبير : الرحلة ، ص ٦٦ ؛ التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٢٢٣ ، ٤٦٣ ؛ المغرفة ما يغرف بها وهي على قدر ملء اليد. انظر ابن منظور : لسان العرب ، ج ٩ ، ص ٢٦٣.