ومما ورد أيضا عن البدع والشائعات ما قاله ابن جبير حول الحجارة الموضوعة عند باب بني شيبة من أنها أصنام لقريش كانت تعبدها في جاهليتها قد كبت على وجهها تطؤها الأقدام ويسير الناس عليها بالنعال. وقد نفى ذلك وأوضح أن الأصنام قد أمر النبي صلىاللهعليهوسلم يوم فتح مكة بإحراقها وإن هذه الحجارة الموجودة على الباب منقولة وشبهها الناس بالأصنام لعظمها (١). وأشار التجيبي لهذا الأمر ولم يناقشه (٢).
ومن الشائعات ما أثير حول جبل ثور وقولهم من لم يستطع دخول الغار من الفتحة التي دخل الرسول صلىاللهعليهوسلم منها فهو ابن زنا وأمّا موقف العامة فهناك عدد كبير رافض لذلك (٣).
ومنها أيضا ما أورده ابن رشيد والتجيبي مما قام به آل الشيبي داخل الكعبة المشرفة من استحداثهم كوة في الجدار الغربي مقابل الباب يبلغ ارتفاعها نحو ستة أذرع وأطلقوا عليها العروة الوثقى. وأوهموا العامة أن من يلمسها يعد مستمسكا بها ؛ مع حرصهم على وضع كرسي من خشب الساج يقف عليه الراغب في لمس الكّوة بعد دفع شيء من المال للشيبيين. وأدى الأمر إلى تزاحم الناس في البيت في سبيل ذلك. وما كان من التجيبي إلّا أن قام بتحذير من تسنّى له تحذيره من هذه البدعة.
وموضحا أن العروة الوثقى التي فرض الإسلام على الناس الالتزام بها هي لا إله إلا الله.
أما البدعة الثانية فهي : وجود مسمار من الفضة في وسط البيت على لوحة من رخام يسمى سرّة الدنيا يضع الشخص بطنه فوقه بعد الكشف عن سرته عقب دفع مبلغ من المال نظير ذلك (٤).
__________________
(١) ابن جبير : الرحلة ، ص ٩٠.
(٢) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٢٤٤.
(٣) ابن جبير : الرحلة ، ص ٩٤ ؛ العبدري : الرحلة المغربية ، ص ١٨٦ ؛ التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٣٥٣ ـ ٣٥٦ ؛ ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٤٥.
(٤) ابن رشيد : ملء العيبة ، ج ٥ ، ص ٢٦٤ ؛ التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٢٦٤ ـ ٢٦٥.