غير صحيح (١) من التجيبي فقبر أبي رغال بالمغمس والمغمس خارج منطقة الحرم وأبو رغال هذا كان دليلا لأصحاب الفيل ولم يصلوا الحرم (٢).
المدينة المنورة :
من عادات أهل المدينة الحسنة ما ذكره ابن رشيد من قيامهم باستقبال ركب الحجيج مبشرين بالوصول إلى حضرة المصطفى صلىاللهعليهوسلم مع تقديم التمر لهم وقد وضعوا عصيا في أطرافها أوعية صغيرة يضعون فيها شيئا من التمر يناولونه للجالسين داخل القباب المغطاة بالأقمشة (٣).
ونلاحظ خلال كتابات الرحالة قلة معلوماتهم عن الحياة الاجتماعية في المدينة المنورة. ولعل ذلك راجع إلى قصر مدة إقامتهم بها.
أما البدع المنتشرة في المدينة فمما ذكره ابن جبير عن إطالة جلوس الخطيب يوم الجمعة بعد الخطبة الأولى لجمع المال من المصلين ثم يعود عقب ذلك لمواصلة خطبته (٤).
وقد استعظم ابن جبير الأمر ولعلها إحدى وسائل كسب المال بطرق غير مشروعة.
كما أورد خبرا عن بقية الجذع الذي حنّ للنبي صلىاللهعليهوسلم قائلا : إن هناك قطعة منه في وسط العمود ظاهرة يقبلها الناس ويبادرون للتبرك بلمسها ومسح الخدود فيها (٥). ولم يشر ابن جبير إن ذلك من صنع العامة ؛ بل على أساس أنه ما بقي من الجذع حقا. كما أورده البلوي أيضا معتقدا صحته وزاد العبدري
__________________
(١) ابن جبير : الرحلة ، ص ٨٨ ؛ العبدري : الرحلة المغربية ، ص ١٦٨ ـ ١٦٩ ؛ التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٢٢٤.
(٢) المغمس بالضم موضع قرب مكة في طريق الطائف مات فيه أبو رغال. انظر الأزرقي : أخبار مكة ، ج ١ ، ص ١٤٢ ؛ ياقوت الحموي : معجم البلدان ، ج ٥ ، ص ١٦١.
(٣) ابن رشيد : ملء العيبة ، ج ٥ ، ص ١٦.
(٤) ابن جبير : الرحلة ، ص ١٧٩ ـ ١٨٠.
(٥) المصدر السابق ، ص ١٧٠. وهذا مما لم يأمر به الشرع وهو مغالاة منهم.