واستلام الأركان. فهذا اليوم يمثل أكبر أعيادهن ؛ لذا يكثرن من الاستعداد والتأهّب له.
ويقوم الشيبيون بغسل الكعبة بماء زمزم في اليوم التالي ؛ بسبب إحضار النساء أبناءهنّ الصغار والرضع معهن فيتحّرى غسله تكريما وتنزيها له مما يخشى عليه من بول الأطفال الصغار. فيتولّى الشيبيون غسله ويبادر كثير من الرجال والنساء عند انسكاب الماء عند غسله بغسل وجوههم وأيديهم منه تبركا به وربما يقومون بجمعه في أوان قد أعدّت لذلك غير مدركين العلّة في غسله ، ومنهم من يتوقّف عن ذلك لعدم جوازه (١). وهو الأصح.
ومن العادات الدينية الاحتفال بليلة النصف من شعبان ، حيث يبادرون إلى أعمال البر من عمرة وطواف أفرادا وجماعات. فقد شاهدهم ابن جبير وقال. «يصلون جماعات جماعات تراويح يقرأون فيها بفاتحة الكتاب وبقل هو الله أحد عشر مرات في كل ركعة إلى أن يكملوا خمسين تسليمة بمائة ركعة ، وكل جماعة يتقدمها إمام» وفي هذه الليلة تبسط الحصر وتوقد الشموع وتشعل المشاعل وتضاء المصابيح. وقد أحصى الجماعات فوجدها سبعا أو ثماني كما أشار إلى طائفة آثرت الصلاة على انفراد ، وأخرى آثرت الاعتمار ، وثالثة اكتفت بالطواف وهم من المالكية.
أما شهر رمضان فله احتفالاته وعاداته الخاصة. فابن جبير أشار إلي الخلاف في ليلة حلوله بين أهل السنة والشيعة وعند التأكد من حلوله تعطى الإشارة ببدء الصوم (٢).
وأول شيء يتم بالمسجد الحرام في رمضان تجديد الحصر والإكثار من الشمع والمشاعل وغيرها من أدوات الإضاءة. ويتفرق الأئمة لإقامة التراويح في أنحاء المسجد ؛ كل إمام بفرقته في ناحية منه والمالكية لها ثلاثة قراء يتناوبون
__________________
(١) نفس المصدر السابق والصفحة.
(٢) المصدر السابق ، ص ١١٩ ـ ١٢٠ ، ١٢٢.