المدارس الموجودة في الحجاز :
مكة المكرمة :
المدرسة المظفرية أو المنصورية :
سارت المدارس بمكة المكرمة جنبا إلى جنب مع المسجد الحرام في نشر العلم وإن كانت متأخرة الظهور إلا أنه خلال قدوم الرحالة المغاربة والأندلسيين إلى مكة المكرمة اقتصروا في الإشارة إلى مدرسة واحدة فقط وهي المدرسة التي بناها ملك اليمن المنصور المظفر نور الدين عمر بن رسول. وتعرف بالمدرسة المظفرية وأوقفها على أتباع المذهب الشافعي (١). وذكر الخزرجي وقف السلطان نور الدين للمدرسة ولكنه لم يشر إلى سنة الوقف (٢). بينما ذكر الفاسي وابن فهد أنها بنيت بالجانب الغربي من المسجد الحرام سنة ٦٤١ ه / ١٢٤٣ م (٣).
وذكر التجيبي أن الملك المنصور عمر بن علي بن رسول بنى مدرسة وجعل لها بابا شارعا داخل المسجد الحرام بين باب العمرة وباب إبراهيم (٤). وحدد ابن بطوطة نفس المكان ولكنه قال إن مؤسسها هو السلطان يوسف بن رسول (٥).
وهنا التبس الأمر على ابن بطوطة فباني المدرسة هو والد السلطان يوسف ولعل سبب اللبس عائد إلى أن السلطان يوسف قد يكون أضاف إليها إضافات معمارية منسوبة إليه خاصة وأن له العديد من الآثار الطيبة في مكة المكرمة مما جعل ابن بطوطة يعتقد أنه المؤسس لها (٦).
__________________
(١) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٢٤٦.
(٢) الخزرجي : العقود اللؤلؤية ، ج ١ ، ص ٨٢.
(٣) الفاسي : شفاء الغرام ، ج ١ ، ص ٥٢٣ ؛ الفاسي : العقد الثمين ، ج ١ ، ص ١١٧ ؛ ابن فهد : إتحاف الورى ، ج ٢ ، ص ٦٠.
(٤) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٤٦٢ ، ٢٤٦.
(٥) ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٣٩.
(٦) الفاسي : العقد الثمين ، ج ٧ ، ص ٤٨٩.