وبقول الشعر. ومن أشهر ما قاله قصيدة في المنازل بين مكة المكرمة والمدينة المنورة تزيد على ثلاثمائة بيت توفي بداية جمادى الآخرة عام ٦٩٤ ه / ١٢٩٤ م بمكة المكرمة وكان قد رحل إلى اليمن واتصل بالملك المظفر (١).
وذكر العبدري عدم التقائه به عند قدومه إلى مكة المكرمة لسفره تلك السنة إلى اليمن (٢). وحظي المحب بمكانة كبيرة لدى الملك المظفر شمس الدين يوسف بن عمر بن رسول ورتب له في كل شهر خمسين دينارا على تدريسه بمدرسة والده بمكة المكرمة المعروفة بالمنصورية (٣). ووفاته بمكة المكرمة سنة ٦٩٤ ه / ١٢٩٤ م (٤).
أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن خليل العسقلاني رضي الدين :
محمد بن أبي بكر عبد الله بن خليل بن إبراهيم بن يحيى بن فارس بن أبي عبد الله العسقلاني المكي شيخ الحرم ومفتيه المعروف بابن خليل الشافعي ، سمع الكثير وحدث الكثير فهو عالم جليل حرص على القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وله مع أمير مكة أبي نمي محمد بن أبي سعد حكايات ونوادر انتهى به الأمر إلى سجنه ثم قام الشريف بإطلاقه عقب الاعتذار له. جلس للإفتاء في أيام الموسم له معرفة بالفقه الشافعي معتمد عليه بمكة المكرمة لا يخاف في الحق لومة لائم وتمتع بحب الناس واحترامهم والسعي لقضاء أمورهم.
__________________
(١) ابن كثير : البداية والنهاية ، ج ١٤ ، ص ٣٤٠ ـ ٣٤١ ؛ الفاسي : العقد الثمين ، ج ٣ ، ص ٦١ ـ ٦٨ ؛ ابن شبه : طبقات الشافعية ، ج ٢ ، ص ١٦٢ ـ ١٦٤ ؛ السيوطي : طبقات الحفاظ ، ص ٥١٤ ؛ ابن العماد الحنبلي : شذرات الذهب ، ج ٣ ، ص ٤٢٥ ـ ٤٢٦.
(٢) العبدري : الرحلة المغربية ، ص ٢٠٠. إن ما بين رحلة العبدري ورحلة ابن رشيد ما يقرب من أربع سنوات فلا شك أن ما وجد من علماء بالحرم المكي هم أنفسهم في الرحلتين ونستغرب قول العبدري أنه لم يلق من يأخذ عنه بمكة. انظر العبدري : الرحلة المغربية ، ص ٢٠٠.
(٣) ابن رشيد : ملء العيبة ، ج ٥ ، ص ٢٣٣ ـ ٢٣٥ ، ٢٣٧ ، ٢٤٨ ـ ٢٤٩.
(٤) ابن رشيد : ملء العيبة ، ج ٥ ، ص ٢٤٨. وما ذكره ابن رشيد من تاريخ وفاته يدل على مراجعته لرحلته بعد عدة سنوات من عودته.