كان خلالها متصدرا للإقراء وأحد العلماء البارزين (١). وأشار إليه ابن كثير بترجمة قصيرة لا تختلف كثيرا عما سبق (٢).
ولقيه أيضا ابن جابر الوادي آشي وترجم له بشكل مختصر متفقا فيها مع السابق ذكره ، مضيفا أنه كان يقرىء القرآن الكريم بغير أجر ابتغاء ثواب الله (٣).
أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الطبري :
أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر من محمد ابن إبراهيم الطبري المكي مفتي الشافعية وإمامهم ومفتي الحجيج بمنى وعرفات.
حدث أكثر من خمسين سنة. ولد بمكة المكرمة سنة ٦٣٦ ه / ١٢٣٨ م وتوفي في الثامن من ربيع الأول سنة ٧٢٢ ه / ١٣٢٢ م ودفن بالمعلاة. تلقى تعليمه بالحجاز وله مؤلفات كثيرة كما تصدر لتدريس الحديث والفقه (٤).
وإبراهيم الطبري على جلال قدره وعلمه لم يرحل خارج الحجاز في طلب العلم وإنما جل علمه أخذه بها فقط. وهذا يقودنا إلى القول بأن الحجاز وخاصة مكة المكرمة كانت منارة إشعاع علمي أنجبت علماء أجلاء خلدت أسماؤهم بفضل سعة علمهم.
وتعد ترجمة التجيبي لأبي إسحاق الطبري من أوسع التراجم فهي لا تختلف في مفادها عن الفاسي والذهبي وابن حجر. بل وتزيد عليها في إيراد دقائق تصرفاته التي يتضح من خلالها شخصية هذا العالم الفاضل الذي عرف بكثرة اجتهاده وصمته وشدة هيبته. كان ذا وقار في مجلسه نظيف الثياب محبا للحديث وأهله عكف على عقد مجالس الحديث للغرباء حتى في أشد الأوقات حرارة متحملا في ذلك جفاء وجهل بعضهم مطيلا الجلوس معهم. كما أورد قائمة بمؤلفاته ونماذج من شعره (٥).
__________________
(١) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٤٣٣ ـ ٤٣٤.
(٢) ابن كثير : البداية والنهاية ، ج ١٤ ، ص ١٠٠.
(٣) ابن جابر الوادي آشي : البرنامج ، طبعة ١٤٠١ ه / ١٩٨١ م ، ص ٧٩ ـ ٨٠.
(٤) الحسيني : ذيل تذكرة الحفاظ للذهبي ، ص ١٠٠ ؛ ابن حجر : الدرر الكامنة ، ج ١ ، ص ٥٤ ـ ٥٥ ؛ الفاسي : العقد الثمين ، ج ٣ ، ص ٢٤٠ ـ ٢٤٦.
(٥) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٣٩٣ ـ ٣٩٤.