ولم يذكره ابن بطوطة بأكثر من" إمام الشافعية شهاب الدين ابن برهان" (١).
شهاب الدين ابن نجم الدين الطبري :
أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر ابن محمد بن إبراهيم القاضي بمكة المكرمة شهاب الدين أبو الفضل ابن القاضي نجم الدين ابن القاضي جمال الدين ابن الشيخ محب الدين الطبري المكي الشافعي. ولد سنة ٧٠٣ ه / ١٣٠٣ م. تلقى تعليمه على يد كبار علماء مكة المكرمة والقادمين إليها. تصدّر للتعليم بها وتولى القضاء بعد وفاة أبيه بأمر من الشريف عطيفة أمير مكة المكرمة في سنة ٧٣٠ ه / ١٣٢٩ م ثم جاؤه بتفويض ثان بولاية القضاء من المجاهد ملك اليمن وتلاه في سنة ٧٣٢ ه / ١٣٣١ م تفويض من الملك الناصر ملك مصر بولاية القضاء أيضا. وبجانب عمله في القضاء كان إمام وخطيب المسجد الحرام بتفويض من الملك الناصر تولاها في أول شهر رمضان سنة ٧٥٦ ه / ١٣٥٥ م ولم يلبث أن منع من الخطابة بسبب دسائس بعض أعدائه الذين وشوا به لدى السلطان حسن ملك مصر (٢) فصادف أن جاء عسكر إلى مكة المكرمة من مصر سنة ٧٦٠ ه / ١٣٥٨ م فخاف عليه أهل مكة المكرمة من أن يلحقوا الأذى به ولكنه سلم منهم لمرضه ووفاته بعد ذلك سنة ٧٦٠ ه / ١٣٥٨ م بمكة المكرمة ودفن بالمعلاة وقد عمل في قضاء مكة المكرمة ثلاثين سنة وستة أشهر إلا أياما تحلّى بالشهامة وقوة النفس.
__________________
(١) ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٥١.
(٢) الملك الناصر حسن بن محمد بن قلاوون أبو المحاسن تولى عرش مصر صغيرا بعد قتل أخيه حاجي المظفر سنة ٧٤٨ ه / ١٣٤٧ م وكان اسمه قماري فلما ولي تسمى حسنا واستمر إلى سنة ٧٥٢ ه / ١٣٥١ م فثار عليه بعض أمراء الخبر وخلعوه وسجنوه بالقلعة وولوا أخاه صالحا ثم خلعوه سنة ٧٥٥ ه / ١٣٥٤ م وأعيد الناصر حسن وقبض على زمام الأمور بحزم وخافه الناس وكمن له مملوكه بليغا محاولا قتله ولكنه فشل وأراد السفر إلى الشام متنكرا فقبض عليه في المطرية وهو آخر العهد به ومدة حكمه ست سنين وتسعة أشهر وأياما وكان شجاعا مهيبا عالي الهمة محبا للرعية غير أنه عمل على عزل ومصادرة أموال كبار رجال الدولة وعرف عنه ميله إلى اللهو والطرب. ولد سنة ٧٣٦ ه / ١٣٣٥ م وتوفي سنة ٧٦٢ ه / ١٣٦٠ م. انظر ابن دقماق : الجوهر الثمين ، ج ٢ ، ص ١٩٥ ـ ١٩٨ ، ٢٠٧ ـ ٢١٥ ؛ الزركلي : الأعلام ، ج ٢ ، ص ٢١٦.