ومن مآثره تجديد بئر رمّة ونزحها سنة ٧٤٨ ه / ١٣٤٧ م وقيل ٧٥٠ ه / ١٣٤٩ م. وكانت له معاملات تجارية واسعة من رهن وبيع مع الناس الذين يقترضون منه وخاصة موظفي المسجد الحرام وقد يستغرق ما يدفعونه إليه أحيانا وفاء لدينهم جميع مستحقاتهم المالية من القاهرة.
وقيل إنه عقب موته ترك أموالا طائلة منها : مائة وخمسون دارا بمكة ولم يبارك في تركته حيث أثر عنه التعامل بالربا (١).
ولم يذكره ابن بطوطة إلا بقوله" هو الآن قاضي مكة المكرمة" (٢).
أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن المشهور بخليل :
خليل بن عبد الرحمن بن محمد بن عمر بن محمد بن عمر بن الحسن ابن عبد الله القسطلاني المكي المالكي إمام المالكية بالحرم الشريف يكنى بأبي الفضل ويلقب بالضياء ويسمى محمدا واشتهر بخليل.
تفقه أولا على المذهب الشافعي على يد خاله قاضي مكة المكرمة نجم الدين الطبري ثم تحوّل إلى المذهب المالكي (٣) تلقى العلم عنه عدد كبير من التلاميذ مع قيامه بالإفتاء اتصف بالفضل والصلاح والورع وهابته الخاصة والعامة كأهل المغرب وبلاد التكرور والسودان وحرصوا على لقائه وعرف بكثرة الإحسان وحملت إليه الأموال لتفريقها.
ومما يروى عنه ابتلاؤه بالوسواس في الطهارة والصلاة حتى قيل إنه" يعيد الصلاة بعد أن يصلي بالناس وربما قام يصلي من بعد صلاة الظهر إلى آذان العصر" وقد أوصى بكفارات كثيرة بعد موته خوفا من تقصيره واستمرت إمامته بالمسجد الحرام سبعا وأربعين سنة حيث تولاها بعد أبيه سنة ٧١٣ ه / ١٣١٣ م.
__________________
(١) ابن حجر : الدرر الكامنة ، ج ١ ، ص ٢٩٧ ـ ٢٩٨ ؛ الفاسي : العقد الثمين ، ج ٣ ، ص ١٦١ ـ ١٦٦ ؛ السخاوي : التحفة اللطيفة ، ج ١ ، ص ٢٤٤ ـ ٢٤٥.
(٢) ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٤٩.
(٣) انظر ما سبق ، ص ٢٥٧.