شرف الدين قاسم بن سنان :
قاسم بن سنان بن عبد الوهاب أحد قضاة الشيعة (١).
أشار إليه ابن بطوطة بقوله قاضي الزيدية وقد صحبه في أحد أسفاره (٢).
ولم يزد على ذلك.
ومما سبق يتضح لنا بجلاء أن المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة قد حفلتا بالعديد من العلماء الأجلاء الذين أسهموا بدور كبير في الحركة العلمية فيهما. بالإضافة إلى القادمين إليهما والمجاورين بهما مما كان له الأثر الكبير في النشاط العلمي. واستطاع الرحالة المغاربة والأندلسيون الالتقاء بعدد كبير منهم ، والاستفادة من علمهم ، وحضور حلقات دروسهم المعقودة في المسجدين الشريفين.
ومما لا شك فيه أن تمتع مكة المكرمة والمدينة المنورة بمكانة عظيمة في نفوس المسلمين جميعا ، وتقاطر العلماء والمتعلمين إليهما بصفة مستمرة بوّأهما لأن تكونا من أهم المراكز التي تشد إليها الرحال وتضرب إليها أكباد الإبل في سبيل العلم والعبادة. وقد تبين لنا أن الكثير من العلماء آثر المكوث فيهما على العودة إلى ديارهم متخذين منهما مكانا للمجاورة ، مع قيامهم إلى جانب علمائهما بدور كبير في الحركة العلمية على الرغم مما مرّتا به من ظروف سياسية واقتصادية صعبة.
ولا ريب أن ترجمة الرحالة المغاربة والأندلسيين لهؤلاء العلماء أوضحت نمط حياتهم. وهذا الجانب كان خافيا على كتّاب التراجم لبعد الفترة الزمنية.
فالرحالة وثيقو الصلة بهم ، وعلى علم بالكثير من تفاصيل حياتهم وشؤنهم اليومية ، فاستطاعت كتاباتهم أن تحمل لنا الكثير من التفاصيل والتي انفردوا بها عن غيرهم من المؤرخين.
__________________
(١) السخاوي : التحفة اللطيفة ، ج ٣ ، ص ٤٠٠.
(٢) ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٢٧.