كان عالما بالحديث ومعانيه ، والقرآن الكريم وتفسيره ، والعربية وأصول الدين ، وله العديد من المؤلفات التي تدل على سعة علمه وفهمه. لازم المسجد النبوي الشريف يعلم الحديث أكثر من خمسين سنة ، وانفرد بآخر عمره بعلو الإسناد فلم يكن بالمدينة المنورة أعلى إسنادا منه. تصدّى للدفاع عن أهل السنة مما أدى إلى قيام محاولة فاشلة لاغتياله.
عمل نائبا للقاضي سنة ٧٤٦ ه / ١٣٤٥ م وسعى لعزل قضاة الشيعة فنادى بإبطال أحكامهم والإعراض عنها فأسفرت محاولاته عن ازدياد قوة أهل السنة وعلو شأنهم. قام بإمامة الناس في الصلاة وعرض عليه العمل نائبا للإمام والخطيب فرفض ذلك.
يتميز بحسن الخلق وإحسانه إلى الفقراء والصدقة عليهم لكثرة ماله وعقاره. كان ذا كلمة مسموعة لدى الناس حسن العشرة بشوشا صبورا على الأذى توفي في رجب سنة ٧٦٩ ه / ١٣٦٧ م (١).
ذكره ابن بطوطة بقوله" أبو محمد عبد الله مدرس المالكية ونائب الحكم" (٢). ويبدو أنها عبارة تطلق على منصب نائب القاضي.
البهاء بن سلامة :
لم نعرف اسمه كاملا وكل ما ذكر عنه : أنه البهاء بن سلامة المصري قام بالخطبة والإمامة بالمدينة المنورة مدة سنتين ولم يلبث أن طلب الإعفاء منها (٣).
أشار ابن بطوطة إلى إمامته للمسجد النبوي وقت قدومه إلى المدينة المنورة قائلا من أكابر المصريين (٤).
__________________
(١) ابن حجر : الدرر الكامنة ، ج ٢ ، ص ٣٠٠ ؛ السخاوي : التحفة اللطيفة ، ج ٢ ، ص ٤٠١ ـ ٤٠٩.
(٢) ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٢٠ ـ ١٢١.
(٣) السخاوي : التحفة اللطيفة ، ص ج ١ ، ص ٥٤.
(٤) ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٢٠.