يتضمن إطلاق الإذن للمملوك في الرواية العامة عنه لجميع ما يرويه وينقله ويدريه ، ويحمله من العلوم الدينية التي خصّ بها ووصل أسباب الأعمال الصالحة بسببها ، وأن يسمي من أمكن من مشاهير أعلام شيوخه الذين بهم يقتدي ، وبأنوار معارفهم في ظلمات الجهل يهتدي ، وأن يعّين وقت مولده ، وأن يكون ذلك كله بخط الكريمة المباركة يده ، ليجد المملوك إن شاء الله تعالى بركة ذلك في الحال والمآل ، والحلّ والترحال. والله يبقي إنعام مولاي على من قصده ، ولجأ إليه في طلب العلم واعتمده ، بمنه وكرمه ، والسلام الكريم يخص مقامه الكريم كثيرا ورحمة الله تعالى وبركاته ، كتب في الرابع لذي الحجة ـ عرفنا الله بركته ـ من سنة أربع وثمانين وستمائة" (١).
المجالس العلمية :
حفلت بلاد الحجاز بوجود المجالس العلمية وعلى الرغم من قلّة المادة العلمية المتوفرة لدينا في هذا الصدد فنستطيع القول بإسهامها بدور كبير في حركة التعليم في تلك الفترة. كما نستطيع أن نلاحظ من خلال ذلك تنوع تلك المجالس ومنها على سبيل المثال مجالس علمية تقوم بتدريس الحديث كمجلس أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الطبري الذي عكف فيه على تعليم وتدريس الحديث (٢).
وخلاصة القول يلاحظ ازدهار الحركة العلمية في بلاد الحجاز بفضل جهود هؤلاء العلماء الذين أسهموا في ازدهار هذه الحركة العلمية لا سيما وأن مؤلفاتهم تناولت مختلف الفنون والعلوم. ولكن يبدو أن الكثير من هذه الكتب قد فقد.
__________________
(١) ابن رشيد : ملء العيبة ، ج ٥ ، ص ١٨٤ ـ ١٨٥.
(٢) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٣٩٣ ـ ٣٩٤.