وفي يمين الركن العراقي باب يسمى باب الرحمة (١) يصعد منه إلى سطح الكعبة وقد بني له قبو فيه درج متصل بسطح الكعبة وبسبب وجود هذا القبو بدا وكأن الكعبة لها خمسة أركان.
وفي هذا القبو يوضع مقام إبراهيم قبل استقراره في مكانه وبناء القبة عليه ، وهذا القبو مكسو بالحرير الملون.
وفي عهد التجيبي أصبحت الكعبة تكسى بالسواد حيث صادفت السنة التي حج فيها ابن جبير كسوتها باللون الأخضر ويوضع على باب الكعبة ستارة من الحرير متقنة النسج والصنع مشغولة بالحرير الأبيض والأسود وتحت هذا الستر ستر آخر من الحرير الأخضر (٢) ، وهذه أول إشارة عن ستارة باب الكعبة المشرفة (٣).
ونلاحظ أن ابن جبير وصف داخل الكعبة بدقة شديدة ، فهو قد أمضى فترة طويلة نسبيا بمكة أتاحت له دخول الكعبة عدة مرات والتدقيق فيها ؛ لذا كان اعتمادنا عليه أكثر من غيره. فالرحلات الأخرى أغفلت الحديث عن هذا الجانب إما لعدم دخول الرحّالة للكعبة المشرّفة أو لعدم تمكّنهم من وصفها بدقّة لقصّر بقائهم بداخلها.
__________________
(١) سماه الشيبي باب التوبة ، كما أنه يطلق عليه في الوقت الحالى باب التوبة. انظر : الشيبي : أعلام الأنام ، ص ٧٢ ، حاشية الصفحة السابقة ؛ إسماعيل حافظ : باب الكعبة المعظمة على مر العصور ، مجلة الدارة ، الرياض ، العدد ٣ ، السنه ٧ ربيع الآخر ، ١٤٠٢ ه / فبراير ١٩٨٢ م ، ص ٢٠.
(٢) ابن جبير : الرحلة ، ص ٥٩ ـ ٦٢ ، ٦٩ ؛ العبدري : الرحلة المغربية ، ص ١٧٨ ، التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٢٢٥ ، ٢٥٦ ـ ٢٥٩.
(٣) الفاسي : شفاء الغرام ، ١ ص ٢٠٠ ؛ السيد محمد الدقن : كسوة الكعبة المعظمة عبر التاريخ ، ص ١٦٢ ـ ١٦٦.