على حجر «هنا كانت أول بيعة كانت في الإسلام» وأضاف إن علم جمرة العقبة ملصق به (١).
وهذا المسجد يفضي إلى جمرة العقبة وهي علم منصوب مماثل لأعلام الحرم (٢) ، وأضاف التجيبي قائلا : قيام زوجة هارون الرشيد بتبليط موقع جمرة العقبة (٣) ، ويلاحظ أن المسجد صغير المساحة فلم يحظ بمعلومات مفصّلة عن عمارته في حين تشابهت أقوال الرحالة في تحديد موقعه مع المؤرخين الدارسين لتاريخ مكة المكرمة (٤).
مسجد منحر الذبيح :
بني عليه مسجد وموقعه بالقرب من جبل ثبير بعد الجمرة الأولى بعيدا عن الطريق قليلا. وقد وصف موضع المنحر بأنه حجر لاصق بجدار المسجد وهذا الحجر فيه أثر قدم صغيرة يقال : إنها أثر قدم الذبيح عند ما تحرك فألانه الله تعالى بقدرته ، وسمى التجيبي هذا المسجد بمسجد الكبش. ولعل التسمية عائدة إلى ما نقله التجيبي من نزول الكبش الذي فدى الله به الذبيح. ويبدو أن موضع الحجر الموجود به الأثر قد تغيّر مكانه ، فقد ذكر التجيبي أنه حجر غامق اللون قائم في حائط صحن المسجد ، وأضاف أنه بجانب هذا الموضع رأى إبراهيم الخليل عليهالسلام الرؤيا (٥).
__________________
(١) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٣٤٨ والعلم هنا علامة توضع على حدود المشاعر المقدسة لمعرفة أماكنها.
(٢) ابن جبير : الرحلة ، ص ١٣٦ ؛ البلوي : تاج المفرق ، ج ١ ، ص ٣١٥.
(٣) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٣٤٨.
(٤) الحربي : المناسك ، ص ٥٠٣ ، حاشية رقم ٢ ؛ المحب الطبري : القرى لقاصد أم القرى ، ص ٥٤٣ ؛ القطبي : إعلام العلماء ، ص ١٥٥ ؛ ولزيد من التفاصيل عن مكانة وبداية بنائه وكيفيته ، انظر ناصر البركاتي ومحمد نيسان : دراسة تاريخية لمساجد المشاعر ، ص ٢٢٦ ـ ٢٤٦ ، انظر الرسم رقم ١٠.
(٥) ابن جبير : الرحلة ، ص ١٣٦ ؛ التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٣٤٨ ؛ البلوي : تاج المفرق ، ج ١ ، ص ٣١٦.