والواقع إننا لا نؤيّد ذلك نظرا للفارق الزمني بين وقت الذبح وبناء المسجد.
فالمسجد بنته لبابة بنت علي بن عباس (١) ، وقد أغفل الرحالة وصف المسجد واتفق الفاسي مع الرحالة في ذكر موقعه ثم قيامه بوصفه وإشارته إلى الأثر وبيان خرابه (٢) وقد اتفق الحربي والقطبي في تحديدهما لموقع المسجد (٣).
مسجد الخيف :
حدد ابن جبير والبلوي موقعه في آخر منى ثم تليه آثار قديمة ممتدة لمسافة طويلة (٤) ، وقد نال المسجد عناية الرحالة من حيث وصفه فقال ابن جبير باتساعه ووقوع المئذنة في وسط الصحن ، كما له أربع بلاطات مسقوفة في قبلته (٥) ، وأشار ابن رشيد إلى قربه من مكة ، ويبدو أن المسجد قد أصابه التلف فابن رشيد أكّد على كبر مساحته وعدم وجود أبواب له وأشار إلى أن الباقي من سقفه جزء يسير في آخر القبلة إلى جانب وجود الأحجار بالقرب من وسطه ذكر أنها علامة على مكان مصلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، ويظهر أن الناس تركت الصلاة فيه فيقول «أقمنا به سنة بعد العهد بإقامتها» (٦).
وأكّد العبدري على تردّي حالة المسجد بأكثر مما ذكر ابن رشيد حيث أصبح مطرحا للأقذار وبقايا الجزارة التي نتج عنها روائح كريهة به. وكان الناس يوقدون فيه النار فأسوّد جداره وصار كالمطبخة على حدّ قوله (٧).
__________________
(١) الأزرقي : أخبار مكة ، ج ٢ ، ص ١٧٥.
(٢) الفاسي : شفاء الغرام ، ج ١ ، ص ٤٢٣.
(٣) الحربي : المناسك ، ص ٥٠٣ ؛ القطبي : إعلام العلماء ، ص ١٥٣.
(٤) ابن جبير : الرحلة ، ص ١٣٧ ؛ البلوي : تاج المفرق ، ج ١ ، ص ٣١٦.
(٥) ابن جبير : الرحلة ، ص ١٣٧.
(٦) ابن رشيد : ملء العيبة ، ج ٥ ، ص ١٠٥ ، ١٢٦.
(٧) العبدري : الرحلة المغربية ، ص ١٧٧.