ولكن يبدو أن الأيدي امتدت إليه بالتعمير والتجديد بعد ذلك ، ففي موقعه يقول التجيبي : على يمين الذاهب إلى المزدلفة مستطيل الشكل طوله مائتان وخمس وسبعون ذراعا واشتملت قبلته على وجود أربع بلاطات مسقوفة بالإضافة إلى وجود سقائف أخرى في جوانبه الباقية محمولة على أقواس من الآجر ، كما احتوى على العديد من الأبواب.
أما موضع مصلى النبي صلىاللهعليهوسلم فأمام المنارة في وسط الصحن (١) ونلاحظ أن وصف التجيبي لمسجد الخيف مشابه تماما لما ذكره صاحب الاستبصار عن المسجد نفسه مما يشير إلى نقله عنه في بعض المعلومات (٢) ، كما وأن وصف صاحب الاستبصار يقارب من وصف ابن جبير لاقتراب الفترة الزمنية بينهما.
بينما نجد أن البلوي من حيث وصفه للمسجد مطابق لوصف ابن جبير إشارة إلى نقله عنه في تحديد موقعه وصفته لذا لم يأت بجديد فيه (٣).
أما الأزرقي فلم يشر إلى وجود أربع بلاطات في قبلته وإنما أشار إلى وجود السقائف في جهاته الأربع وأفاض في وصفه الشيء الكثير (٤). ويبدو أن نمط بنائه قد طرأ عليه التغيير عند قدوم ابن جبير عما كان عليه في زمن الأزرقي.
أما مكان مصلى النبي صلىاللهعليهوسلم فالأزرقي والطبري والفاسي ذكروا قربه من مواجهة المنارة ووضعت الأحجار للدلالة على موضع المصلّى ، وقد أفاض الفاسي في وصف المسجد (٥).
__________________
(١) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٣٤٣.
(٢) مؤلف مجهول : الاستبصار ، ص ٣٣.
(٣) البلوي : تاج المفرق ، ج ١ ، ص ٣١٦.
(٤) الأزرقي : أخبار مكة ، ج ٢ ، ص ١٧٤ ، ١٨١ ، ١٨٥.
(٥) الأزرقي : أخبار مكة ، ج ٢ ، ص ١٧٤ ؛ المحب الطبري : القرى لقاصد أم القرى ، ص ٥٣٩ ؛ الفاسي : شفاء الغرام ، ج ١ ، ص ٤٢٥ ـ ٤٢٩.