بدون سقف وشاهد جميع أرجائه إلى جانب حجارة كبيرة وضعت إلى جانب المسجد تقرب من حائط القبلة كعلامة دخول هذا الجزء من المسجد في عرفة لما اشتهر من أن جزءا من المسجد يقع خارج حدود عرفة وقدر المسافة بين المسجد وموقف الرسول صلىاللهعليهوسلم بنحو ميل.
ونستخلص مما ذكره ابن رشيد أن مسجد إبراهيم عليهالسلام قد أصبح خربا ولا تقام الصلاة فيه بدليل عدم استطاعته الدخول إليه خوفا من السلب والقتل ، فقام بتسلق حائطه أثناء مرور جيش أبي نمي إضافة إلى أسفه على ترك سنة الجمع في وقتها وموضعها وأصبح الإمام يقيم الصلاة بغير معرفة بالسنة فهو لا يصلي مكان مصلّى النبي صلىاللهعليهوسلم بل يتقدم عليه إضافة إلى تأخيره الظهر إلى قرب العصر فينتظره كثير من الجهلة ويصلي أهل العلم فرادى أو مجتمعين في رحالهم (١).
أما العبدري فوصف المسجد بأنه مستطيل الشكل من الشرق إلى الغرب ويعرف بمسجد إبراهيم ويقع أول عرفة مع قلة معرفة الحجاج لمكانه لبعده عن موقف الرسول صلىاللهعليهوسلم والمقدر بنحو ميل واتفق العبدري مع ابن رشيد في موقع حائطه القبلي على حد عرنة (٢).
ومما سبق يتضح أنه بالرغم من قدم وتهّدم مسجد إبراهيم زمن رحلة ابن جبير إلا أن الصلاة تقام فيه. وما ذكره ابن جبير موافق تماما لما أورده ابن بطوطة والبلوي ؛ ولعل ذلك عائد إلى نقلهما عن ابن جبير إذ أنه من غير المعقول ثبات أحواله مدة تزيد على قرن ونصف من الزمان ، إضافة إلى الاختلاف الذي أورده ابن رشيد والعبدري والذي وضح منه اختلال عمارة المسجد ، إضافة إلى ابتعاد الناس عن اتباع السنة.
__________________
(١) ابن رشيد : ملء العيبة ، ج ٥ ، ص ٨٧ ، ٨٩ ، ٩٢ ، ٩٥ ـ ٩٦.
(٢) العبدري : الرحلة المغربية ، ص ١٨٤ ـ ١٨٥.