حجر مربع أصفر سعته شبر في شبر ذو بريق قيل : إنه مرآة كسرى وفي أعلاه داخل المحراب مسمار مثبت في الجدار به شبه علبة صغيرة غير معروفة قيل : إنها كأس كسرى (١).
وغطي جدار القبلة السفلي برخام مجزع متعدد الألوان والنصف الأعلى منه مغطى بالفسيفساء اتخذت هيئة أشجار مختلفة الأشكال ذات أغصان مائلة محملة بالثمار وشمل ذلك جميع المسجد في حين حظي جدار القبلة والجدار المواجه للصحن من جهة القبلة والجهة الشمالية بالنصيب الأكبر. أما الجهتان الغربية والشرقية فهما بيضاوان مزينتان بأنواع كثيرة من الأصباغ.
وفي الجهة الشرقية من المسجد بيت مصنوع من أعواد خاص ببعض السدنة القائمين على حراسة المسجد وقد جعل مكانا لنومهم.
أبواب المسجد النبوي :
وللمسجد تسعة عشر بابا لم يبق منها مفتوحا سوى أربعة (٢) ، في الغرب اثنان يعرف أحدهما بباب الرحمة والآخر بباب الخشية ، وفي الشرق اثنان يسمى أحدهما باب جبريل والثاني باب الرجاء (٣) ، ويقابل باب جبريل دار عثمان بن عفان رضياللهعنه التي استشهد فيها ، كما يوجد باب صغير واحد من جهة القبلة مغلق وفي الجهة الشمالية أربعة أبواب مغلقة وفي الغرب خمسة
__________________
(١) انظر فيما سبق ، ص ٢٢١.
(٢) ربما سدت هذه الأبواب عقب المحاولات الرامية للتعدي على قبر الرسول ص والتي كانت إحداها زمن نور الدين زنكي والأخرى زمن صلاح الدين الأيوبي والأرجح أن تكون سدّت عقب المحاولة الأولى ، انظر أبو شامة : الروضتين ، ج ٢ ، ص ٣٥ ـ ٣٧ ؛ السمهودي : وفاء الوفا ، ج ٢ ، ص ٦٤٨ ـ ٦٥٤.
(٣) ربما وقع تصحيف في اسم هذا الباب فالأرجح أن يكون باب النساء وليس الرجاء خاصة وأن العبدري يذكره بباب النساء وجميع ما ذكره ابن جبير عن هذه الأبواب يوافق تماما ما ذكره السمهودي واختلف في بعضها وذكرها بأسمائها القديمة ابن النجار. انظر ابن النجار : أخبار مدينة الرسول ، ص ١٠٩ ؛ العبدري : الرحلة المغربية ، ص ٢٠٤ ؛ السمهودي : وفاء الوفا ، ج ٢ ، ص ٦٨٦ ـ ٧٠٦.