ببيت صغير مربع جميل استخدم كمخزن لأدوات المسجد وبجواره بعض أشجار النخيل الصغيرة (١).
وقد سدت جميع أبواب المسجد النبوي. وأشار العبدري إلى وجود باب بقرب الروضة عبارة عن نفق في الأرض يصل إليه بواسطة درج يفضي إلى حجر في قبلة المسجد قيل : إنها حجر أزواج النبي صلىاللهعليهوسلم ونبه على بطلان ذلك (٢).
ويبدو أن مآذن المسجد قد جددت حيث ذكر العبدري وجود ثلاث مآذن بشكل واحد الأولى في مؤخرة المسجد واثنتان في الركنين الجنوبيين.
وأشار العبدري أيضا إلى عدد سواري المسجد النبوي بأنها مائتان وست وسبعون بدون تحقيق منه فهو لم يقم بإحصائها لانشغاله بالنواحي العلمية وقصر مدة إقامته بالمدينة (٣).
وأوضح العبدري أن هناك ممرا ضيقا بين الروضة والجدار الشرقي محلّى بالرخام الأبيض من أسفله إلى أعلاه بإتقان ، وأشار أيضا إلى وجود صندوق مبني في جدار الروضة أمام رأس النبي صلىاللهعليهوسلم. كما يوجد علم أمام رأس أبي بكر وآخر أمام رأس عمر رضياللهعنهما (٤). كما لفت انتباهه جمال كسوة الروضة المجددة في كل عام مثل كسوة الكعبة المشرفة (٥).
__________________
(١) يبدو أن النخلات التي أشار إلى وجودها ابن جبير قد حرقت فزرع بدلا منها هذه النخلات الصغار ، وذكر السمهودي أن غرسها هناك بدعة. انظر السمهودي : وفاء الوفا ، ج ٢ ، ص ٦٨٢. انظر الرسم رقم ٢١.
(٢) نجد أن العبدري نبه في حينه على بطلان ذلك ونلاحظ مدى اختلاق العامة أمورا قد يصدقها الحجاج فمعروف أن حجرات النبي صلى قد دخلت في المسجد في الزيادة التي قام بها الوليد بن عبد الملك كما وأن اختلاق مثل هذه الأمور كانت متفشية بسبب استجلاب الأموال من الحجاج.
(٣) العبدري : الرحلة المغربية ص ٢٠٤ ـ ٢٠٥.
(٤) لا شك أن الصندوق جدد فقد تلف أثناء الحريق. كما نلاحظ وجود علم عند رأس كل من أبي بكر وعمر رضياللهعنهما وهو ما لم يذكره ابن جبير مما يعني وجود إضافات بالمسجد النبوي حدثت أثناء تجديده. انظر السمهودي : وفاء الوفا ، ج ٢ ، ص ٥٧٤ ـ ٥٧٥.
(٥) العبدري : الرحلة المغربية ، ص ٢٠٥.