المنبر :
أوضح العبدري أن الحريق أصاب المنبر ضمن النفائس المحترقة في المسجد النبوي ولم يبق منه إلا قطعة صغيرة فاستبدل بمنبر آخر شاهده وجعلت القطعة المتبقية في داخل المنبر الجديد الذي أحدث به ثقب يدخل الناس أيديهم فيه للمس القطعة المتبقية والتبرك بها (١).
أما ابن بطوطة والبلوي فلم يضيفا شيئا جديدا لما سبق ؛ بل ولعلهما اعتمدا في وصفهما على ابن جبير. إلا أن البلوي أورد نصا منقوشا يشير إلى أن الملك الظاهر قدم المدينة سنة ٦٦٨ ه / ١٢٦٩ م وقام بالخدمة في الروضة ونص النقش «بسم الله الرحمن الرحيم خدم بهذه الدار بزينة للحرم الشريف مولانا السلطان الملك الظاهر ركن الدنيا والدين أبي الفتح بيبر الصالحي قسيم أمير المؤمنين في سنة ثمان وستين وستمائة» (٢) ، وذكر ابن كثير وابن دقماق قدوم الملك الظاهر إلى الحجاز في سنة ٦٦٧ ه / ١٢٦٨ م وزيارته للمدينة المنورة وخروجه منها حاجا إلى مكة المكرمة ويضيف ابن كثير أنه عاد مرة أخرى إلى المدينة بعد أدائه فريضة الحج (٣).
ونلاحظ إن تاريخ النقش يزيد سنة عن السنة التي حج فيها الملك الظاهر ولعل هذا يرجع إلى أن القيام بالنقش إنما تم في سنة ٦٦٨ ه / ١٢٦٩ م خاصة وأن الملك الظاهر قد أرسل من مصر في رجب سنة ٦٦٨ ه / ١٢٦٩ م درابزينات
__________________
(١) هذه من الأمور المبتدعة التي لا يقرها الشرع حتى لو سلمنا أن هذه القطعة من المنبر ، خاصة وأن جميع أخشاب المسجد ومنه المنبر قد احترقت فكيف عرف أن هذه القطعة هي من المنبر فيكون تحايلهم للمسه في غير محله.
(٢) ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١١٤ ـ ١١٩ ؛ البلوي : تاج المفرق ، ج ١ ، ص ٢٨٥ ـ ٢٨٧.
(٣) ابن كثير : البداية والنهاية ، ج ١٣ ، ص ٢٥٤ ـ ٢٥٥ ؛ ابن دقماق : الجوهر الثمين ، ج ٢ ، ص ٧٥.