وقد أشار ابن النجار أن الوزير الجواد قام بتجديده بعد تجديد وتوسيع عمر بن عبد العزيز له بعدة قرون (١) ، لذا فعند ما شاهده ابن جبير ذكر بأنه مجدد لقرب العهد بين تجديده ورحلته.
وأضاف البلوي أن بأعلى المحراب نقش به [«بسم الله الرحمن الرحيم لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين» (٢) هذا مقام النبي صلىاللهعليهوسلم جدد هذا المسجد في تاريخ سنة إحدى وسبعين وستمائة] وأكد البلوي أن للمسجد مئذنة مرتفعة بحيث يراها الناس من بعد (٣).
ويظهر من كلام السمهودي أن المسجد قد جدد مرتين إحداهما سنة ٥٥٥ ه / ١١٦٠ م والأخرى سنة ٦٧١ ه / ١٢٧٢ م ، وهي المرة التي أشار إليها البلوي ، إلى جانب ذكره لوجود المحاريب في قبلته ، أما مكان مبرك الناقة بالرسول صلىاللهعليهوسلم فلم يفصّل السمهودي فيه برأي قاطع (٤).
ولكننا نلاحظ اختلافا واضحا بين وصفه هنا وبين وصف صاحب الاستبصار حيث يقول إنه مسجد مربع به ثلاث بلاطات وله ثلاثة أبواب (٥).
__________________
(١) ابن جبير : الرحلة ، ص ١٧٤ ؛ ابن النجار : أخبار مدينة الرسول ، ص ١١٣ ؛ ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٢٥.
(٢) القرآن الكريم : سورة التوبة ، ٩ / ١٠٨.
(٣) البلوي : تاج المفرق ، ج ١ ص ٢٨٧ ـ ٢٨٨. انظر الرسم رقم ٢٢.
(٤) السمهودي : وفاء الوفا ، ج ٣ ، ص ٨٠٧ ـ ٨١٠.
(٥) مؤلف مجهول : الاستبصار ، ص ٤٢ ـ ٤٣ ، وربما يكون وصفه قبل تجديده للمرة الأولى أي قبل سنة ٥٥٥ ه / ١١٦٠ م وعليه فيكون قدومه للحجاز قبل هذا التاريخ.