هذا الخبر وإجابتهم بعدم علمهم بذلك ، وعلل الأزرقي وجود المكان قائلا : إن أهل مكة اعتادوا اتخاذ صفائح من الحجارة في منازلهم تستخدم كأرفف يوضع عليها المتاع والآنية من الصيني وغيره وقلّ أن يخلو بيت من تلك الأرفف (١).
وأضاف ابن جبير أن على كل موضع من مواضع الموالد الثلاثة قبة خشب متحركة يقوم الزائر بتنحيتها ولمس الموضع تبركا (٢) ، والجدير بالذكر عدم وجود معلومات مفصلة عن عمارة المسجد الموجود بالدار.
دار مولد النبي صلىاللهعليهوسلم :
تحدث كل من ابن جبير والبلوي عن التفاصيل المعمارية لموضع مولد النبي صلىاللهعليهوسلم بقولهم إنه مكان مجّوف يبلغ اتساعه ثلاثة أشبار وتوجد في وسطه رخامة خضراء محاطة بالفضة سعتها شبر وسعة الرخامة ثلثا شبر ، وبجانب الموضع محراب محلى بالذهب وتقع هذه الدار شرقي الكعبة (٣).
وأشار التجيبي إلى وجود أثر كوّة في حائط الدار يقال : إنها أثر عمامة النبي صلىاللهعليهوسلم لاستناده إلى الحائط تاركا أثرها بعد أن لان له.
وفي أحد الأركان موضع يصعد إليه بدرجات ، حفظ فيه الحجر الذي كلم النبي صلىاللهعليهوسلم وحمل إلى الدار من جبل أبي قبيس (٤).
__________________
(١) الأزرقي : أخبار مكة ، ج ٢ ، ص ٢٠٠. انظر الرسم رقم ٢٤ ، ٢٥.
(٢) ابن جبير : الرحلة ، ص ١٤٢. وهذا الأمر كان في فترة كثر فيها مثل هذه الأفعال. وتقع هذه الدار في الوقت الحاضر في الزقاق المعروف بزقاق الحجر أو زقاق العطارين بسوق الليل المعروف بسوق الصاغة. انظر فيصل عراقي : الأماكن المأثورة في مكة المكرمة ، مجلة المنهل ، العدد ٤٧٥ ، المجلد ٥١ ، الربيعان ١٤١٠ ه / اكتوبر ونوفمبر ١٩٨٩ م ، ص ٥٦.
(٣) ابن جبير : الرحلة ، ص ١٤١ ؛ البلوي : تاج المفرق ، ج ١ ، ص ٣١١ ـ ٣١٢ وتقع هذه الدار في زقاق الصوغ بالقشاشية بجوار البنك الأهلى وهذه الدار لا تزال موجودة إلى الآن وتعرف اليوم بمكتبه مكة المكرمة. انظر البلادي : معالم مكة التاريخية ، ص ٢٧١.
(٤) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٣٣٣. ونلاحظ تعدد الروايات من قبل الرحالة أنفسهم حول هذا الحجر الذي كلم النبي صلىاللهعليهوسلم فنجد أن التجيبي يذكر أنه من جبل أبي قبيس ونقل إلى دار مولد النبي