ونقل البلوي نقشا من الدار يدل على عمارة الناصر الخليفة العباسي لها سنة ٥٧٦ ه / ١١٨٠ م (١) وقد ذكر الفاسي هذه الدار بسوق الليل وأيد خبر عمارة الناصر لها في هذا التاريخ (٢).
دار الخيزران :
وصفها ابن جبير بمنشأ الإسلام وتقع بجوار الصفا ملتصق بها منزل صغير كان مسكنا لبلال ، قام بتجديده جمال الدين الوزير الجواد بمبلغ قدره ألف دينار. وعلى يمين الداخل إلى الدار باب يفضي إلى موضع مقبب بديع البناء هو موضع جلوس النبي صلىاللهعليهوسلم بجوار صخرة يستند إليها تخترق الدار بهيئة المحراب ، وعن يمين موضع جلوس النبي صلىاللهعليهوسلم موضع جلوس أبي بكر وعلى رضياللهعنهما.
__________________
صلىاللهعليهوسلم وابن رشيد يذكر أنه موجود بجهة باب النبي أمام دار أبي بكر الصديق رضياللهعنه بارز عن الحائط قليلا وكذلك ابن جبير وابن بطوطة. بينما يذكر البلوي أن في هذا المكان مصطبة فيها متكأ يقصده الناس ويصلون فيه ويتمسحون بأركانه لأنه موضع جلوس النبي صلىاللهعليهوسلم. انظر ابن جبير : الرحلة ، ص ٩٢ ؛ ابن رشيد : ملء العيبة ، ج ٥ ، ص ١٣١ ؛ ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٤٠ ؛ البلوي : تاج المفرق ، ص ٣١١. ومجمل القول إنه لا يوجد ما يشهد بصحة معرفة مكان الحجر في السنة علاوة على التمسح والتبرك به فهذه من الأمور التي غالى فيها أهل تلك الفترة ولم يثبت فعل شيء من هذا القبيل في الأحاديث وقد ورد في ذكر الحجر ما رواه جابر بن سمرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال «إنى لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن». انظر مسلم : صحيح مسلم بشرح النووي ، ج ١٥ ، ص ٢٦ فقول النبي صلىاللهعليهوسلم هنا واضح وصريح ولم يعين لأحد مكانة ولاشتهار هذا الأمر بين أهل مكة يردد بعضهم قول شاعر على لسان الحجر :
انا الحجر المسلم كل حين |
|
على خير الورى فلي البشارة |
وتلك مزية من فضل ريسي |
|
خصصت بها وإن من الحجارة |
ولم نستطع الحصول على مصدر قائل هذه الأبيات.
(١) البلوي : تاج المفرق ، ج ١ ، ص ٣١٢.
(٢) الفاسي : شفاء الغرام ، ج ١ ، ص ٤١٩ ، ٤٣١ ، ٤٣٣.