ويبدو أن هذه البئر خاصة بالمسجد ولعلها ليست من الآبار المشهورة إذ لم يرد لها ذكر في كتب مؤرخي المدينة التي اطلعنا عليها إلا في كتاب المغانم والذي نقل خبرها من ابن جبير (١) الأمر الذي يؤكد أهمية كتب الرحالة كمصدر من مصادر تاريخ الحجاز حتى لمؤرخي القرون السابقة لنا.
بئر أريس (٢) :
تقع بالقرب من مسجد قباء ولم يقم ابن جبير وابن بطوطة بوصفها (٣) بينما أفاض في وصفها وابتداء أمرها والتجديدات المتوالية عليها وفضلها معظم مؤرخي المدينة (٤) ، وأضاف عبد القدوس الأنصاري : أن البئر الآن ليس بها ماء سنة ١٣٩٢ ه / ١٩٧٢ م وأضاف علي حافظ : أن ملكية البئر الآن آلت إلى البلدية بعد أن قامت بعمل ميدان مسجد قباء في أواخر سنة ١٣٨٤ ه / ١٩٦٤ م وتبعد البئر عن باب المسجد اثنين وأربعين متراجهة الغرب وهي الآن ناضبة ويمكن إخراج مائها بالإرتوازي (٥).
بئر بضاعة (٦) :
أغفل وصفها ابن جبير وابن بطوطة (٧) ، وقد جاء ذكرها وما ورد فيها من
__________________
(١) الفيروز أبادي : المغانم المطابة ، ص ٣٢٤ ـ ٣٢٥.
(٢) هي البئر التي سقط فيها خاتم النبي صلىاللهعليهوسلم من يد عثمان بن عفان وتعرف ببئر الخاتم. انظر ابن النجار : أخبار مدينة الرسول ، ص ٤١ ـ ٤٣.
(٣) ابن جبير : الرحلة ، ص ١٧٥ ؛ ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٢٦.
(٤) ابن النجار : أخبار مدينة الرسول ، ص ٤١ ـ ٤٣ ؛ السمهودي : وفاء الوفا ، ج ٣ ، ص ٩٤٨ ؛ الفيروز أبادي : المغانم المطابة ، ص ٢٥ ـ ٢٩.
(٥) عبد القدوس الأنصاري : آثار المدينة المنورة ، ص ٢٣٩ ؛ علي حافظ : فصول من تاريخ المدينة ، ص ١٨٧ ـ ١٨٨.
(٦) بئر بضاعة بصق فيه الرسول صلى ودعا وقال فيه «إن الماء طهور لا ينجسه شيء». انظر ابن النجار : أخبار مدينة الرسول ، ص ٤٤.
(٧) ابن جبير : الرحلة ، ص ١٧٦ ؛ ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٢٦.