ماؤها عذب ، قريبة من المسجد النبوي (١) ، ولعل هذه السقاية إنما هي عين الأزرق. فقد كان لها مجرى إلى سور المدينة وتخرج من تحت السور بمجريين على شكل درج وتستكمل مجراها إلى رحبة عند مسجد النبي صلىاللهعليهوسلم من ناحية باب السلام والذي تكفّل بإيصالها إلى باب السلام الأمير سيف الدين الحسين ابن أبي الهيجاء (٢) في حدود سنة ٥٦٠ ه / ١١٦٤ م (٣).
قبة حجر الزيت :
بناء عليه قبة تسمى قبة حجر الزيت يذكر أن الزيت رشح للنبي صلىاللهعليهوسلم من ذلك الحجر وتقع هذه القبة خارج المدينة (٤) ، وأشار إليها السمهودي والفيروز آبادي ويذكر السمهودي روايتين تبين أن أحجار الزيت تطلق على موضعين الأول قريب من البزواء والثاني في الحرة في منازل بني عبد الأشهل (٥) ، ويبدو من كلام ابن جبير وابن بطوطة أنه الموضع الأول ، وحدد علي حافظ موقعها بالمناخة قرب مشهد مالك بن سنان (٦).
__________________
(١) ابن جبير : الرحلة ، ص ١٧٦ ؛ البلوي : تاج المفرق ، ج ١ ، ص ٢٩٠.
(٢) الحسين بن أبي الهيجاء صهر الصالح وزير الملوك المصريين أخذ من العين الزرقاء شعبة أوصلها إلى رحبة المسجد من جهة باب السلام وشعبة صغيرة تدخل صحن المسجد ثم بطل ذلك وعمل للحجرة الشريفة ستارة مكتوب عليها سورة ياسين بكاملها. انظر السخاوي : التحفة اللطيفة ، ج ١ ، ص ٥١٦.
(٣) السمهودي : وفاء الوفا ، ج ٣ ، ص ٩٨٦ ؛ الفيروز آبادي : المغانم المطابة ، ص ٢٩٥ ـ ٢٩٦.
(٤) ابن جبير : الرحلة ، ص ١٧٦ ؛ ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٢٦.
(٥) السمهودي : وفاء الوفا ، ج ٤ ، ص ١١٢١ ـ ١١٢٢ ؛ الفيروز آبادي : المغانم المطابة ، ص ٩.
(٦) علي حافظ : فصول من تاريخ المدينة ، ص ٢٧.