أفرزت هذه الرحلات مذكرات ومشاهدات لهؤلاء الرحالة تكونت منها رحلاتهم التي أصبحت بمثابة موسوعة علمية مصغرة لما حوته من معلومات مهمة لكافة أحوال المسلمين في تلك الفترة. إضافة إلى كونها سجلا ضمت قوائم بأسماء علماء المسلمين البارزين الذين تخصصوا فى مختلف العلوم مثل علم القراءات وعلم الحديث والفقه واللغة العربية والتاريخ والشعر والأدب. فالرحالة كانوا عبارة عن عين لا قطة لما حولهم يستقطب اهتمامهم جميع الأمور وإن صغرت.
٣ ـ ضمت مكة المكرمة جميع المذاهب الإسلامية بعلمائها الذين ساروا جنبا إلى جنب لدفع الحركة العلمية ؛ إذ تبين من خلال ما كتبه الرحالة المغاربة والأندلسيون مدى مكانة مكة المكرمة العلمية التى وصل إشعاعها لكافة الأمصار الإسلامية. فمكة المكرمة مبدأ ومنتهى الحركة العلمية وحلقة الوصل بين المشرق والمغرب الإسلامي.
ففيها لمعت أسماء العلماء ومنها تنتشر الكتب إلى المشرق والمغرب على حد سواء وهذا بفضل الوسائل المهيئة لنشر العلم من وجود العلماء والكتب وتبادلها فيما بينهم وانتشار المدارس والأربطة التي كانت عبارة عن مساكن لطلبة العلم أقيمت بها مكتبات حوت نفيس الكتب التي كانت مدار الطلب في ذلك الوقت. فأكبوا على طلب العلم والنهل منه بعد ما أمنت حاجاتهم الأساسية من مسكن وغذاء ومرتبات بفضل ما كان يصل مكة المكرمة من الأعطيات والصدقات التي ترسل من ملوك وأمراء وأغنياء المسلمين لتفرق عليهم هناك.
٤ ـ بروز دور المسجد الحرام العلمي فقد كان بمثابة جامعة مفتوحة يتوافد إليه طلاب العلم المسلمون من جميع أنحاء العالم الإسلامي ، وفضل الكثير منهم المجاورة بمكة المكرمة لفترات قد تطول أو تقصر وذلك لتلقي العلم