على أيدي علماء أفذاذ مثلوا المذاهب الإسلامية وبرعوا في فنون العلم المختلفة.
٥ ـ وجد بمكة المكرمة أعداد هائلة من العلماء الذين لم يكونوا من أبناء الحجاز وحدها حيث لعب العلماء المجاورون دورا بارزا فى رواج الحركة العلمية بها. وقد ظهر ذلك جليا من خلال ما سجل من أسمائهم وترجمة لحياتهم في كتب الرحلات التي ربما زادت عما ورد في كتب التراجم نفسها ؛ بل إن ما كتبه الرحالة المغاربة والأندلسيون عن هؤلاء العلماء اعتمد عليه أصحاب كتب التراجم كالفاسي والسخاوي مثلا في ترجمتهم لهؤلاء العلماء.
فلقد تهيأ لمكة المكرمة ما لم يتهيأ لغيرها من مدن العالم الإسلامي فقد هفت إليها أفئدة العلماء الذين ذاعت شهرتهم في علم من العلوم التى اختصوا بها إلى جانب العدد الكبير من أبنائها العلماء والذين أدوا جميعا دورا بارزا فى رواج الحركة العلمية بها لتعدد حلقات الدرس فى المسجد الحرام. فكان لكل مذهب من المذاهب الإسلامية زاوية ودرس خاص توفرت بها كتبهم العلمية وجلسوا للمناظرة والفتوى والشرح والإجازة.
٦ ـ مماثلة المدينة المنورة مكة المكرمة في مكانتها العلمية بعد القرن السادس الهجرى وبلغت مكانة عالية في القرن الثامن الهجرى بعد أن خفت وطأة سيطرة الشيعة على مقاليد أمور الناحية العلمية بها بسبب إحكام سيطرة المماليك حكام مصر على الأمور بها وذلك بتعيين الأئمة والخطباء والمؤذنين والقضاة السنيين بها. حيث كان قبل ذلك أهل السنة مضطهدين لا يستطيعون البت فى أمورهم ؛ بل لقد وصل الأمر في بعض الفترات إلى تركهم المدينة المنورة ومصادرة أملاكهم.