لا نستطيع القطع بصحتها حيث إنها لم تدون بل تناقلتها الألسن ، وستظل احتمالا حتى نعثر على ما يؤكدها. وأغلب الظن أنها حدثت في القرن الرابع الهجري (١).
ومن الملاحظ أن أهل الجزيرة التي وصلها الفتية على علم بالطريق إلى بلاد المغرب. بدليل إعادتهم إليه ، بالإضافة إلى إلمامهم باللغة العربية. وبالرغم أن رحلات المسلمين في المغرب والأندلس اتجهت إلى البحر المحيط لاكتشافه إلا أنه لم تتوفر لدينا المعلومات الكافية عن تلك الرحلات وربما لو وصلنا كتاب المسعودي أخبار الزمان ؛ لأصبح من السهل علينا معرفة بعض تلك الرحلات.
وعلى العكس من ذلك ، نجد الرحالة المشارقة على علم بالبلدان الواقعة إلى الشرق منذ وقت مبكر (٢). بالإضافة إلى أن هذه الرحلات كانت للتجارة أو السياحة أو لمبعوثين من قبل الدولة الإسلامية إلى حكامها.
لقد كانت لأهل المغرب والأندلس رحلات مهمة إلى جانب ما سبق أسهمت في إضافة معلومات جغرافية واقتصادية واجتماعية ودينية وثقافية عن الأماكن التي ساروا إليها. ومثال ذلك رحلة يحيى بن الحكم إلى القسطنطينية.
رحلة يحيى بن الحكم البكري :
يحيى بن الحكم البكري الجياني الملقب بالغزال لجماله. من بني بكر ابن وائل (٣) كان شاعرا مطبوع النظم في الحكم والجد والهزل جليلا في نفسه وعلمه وله منزلة كبيرة عند أمراء الأندلس (٤).
__________________
(١) زكي محمد حسن : الرحالة المسلمون ، ص ٤٩.
(٢) الطبري : تاريخ الأمم والملوك ، ج ٨ ، ص ١٠٠ ـ ١٠١.
(٣) المقري : نفح الطيب ، ج ٢ ، ص ٢٥٤.
(٤) الضبي : بغية الملتمس ، ص ٥٠٠.