وقد عمر الغزال طويلا حيث إنه عاصر خمسة من أمراء الأندلس.
وكانت ولادته في سنة ١٥٦ ه / ٧٧٢ م في إمارة عبد الرحمن بن معاوية (١).
وتوفي في إمارة محمد بن عبد الرحمن (٢) وهو ابن أربع وتسعين سنه (٣).
خرج الغزال إلى المشرق قاصدا القسطنطينية على رأس بعثة من قبل الأمير عبد الرحمن بن الحكم (٤) وقد أورد المقري سبب الرحلة. أن ملك القسطنطينية توفلس بعث إلى الأمير عبد الرحمن سنة ٢٢٥ ه / ٨٤٠ م بهدية طالبا مودته ويرغبه في ملك سلفه بالمشرق حفاظا عليه من تحركات المأمون والمعتصم فكافأه الأمير عبد الرحمن على الهدية بهدية مماثلة وبعث إليه يحيى
__________________
(١) عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان الملقب بصقر قريش ويعرف بالداخل مؤسس الدولة الأموية بالأندلس ولد سنة ١١٣ ه / ٧٣١ م وتوفي سنة ١٧٢ ه / ٧٨٨ م بقرطبة كان حازما سريع النهضة في طلب الخارجين عليه لا يخلد إلى راحة ولا يكل الأمور لغيره ولا ينفرد برأيه ، شجاعا مقداما شديد الحذر سخيا لسنا شاعرا عالما بنى الرصافة بقرطبة تشبها بجده هشام باني رصافة الشام. انظر الضبي : بغية الملتمس ، ص ١٢ ـ ١٣ ؛ الزركلي : الأعلام ، ج ٣ ، ص ٣٣٨.
(٢) محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام الأموى أبو عبد الله من ملوك الدولة الأمويد في الأندلس مولده بقرطبة سنة ٢٠٧ ه / ٨٢٢ م توفي بقرطبة سنة ٢٧٣ ه / ٨٨٦ م تولى بعد وفاة أبيه سنة ٢٣٨ ه / ٨٥٢ م كان كثير الإحسان للرعية عاقلا عادلا أحبه أهل البلدان المستقلة في عصره حتى كانوا لا يقطعون أمرا دون الأخذ برأيه مثل بني مدرار بسجلماسه كان كثير المغازى والغزوات على الفرنج كان أيمن الخلفاء بالأندلس ملكا وأسراهم نفسا وأكرمهم تثبتا وأناة يجمع إلى هذه الخلال الشريفة البلاغة والأدب خلف اثنين وخمسين ولدا كان له وزير اسمه هاشم بن عبد العزيز أساء السيرة فضاعت هيبة الدولة في أواخر أيامه. انظر الضبي : بغية الملتمس ، ص ١٥ ؛ الزركلي : الأعلام ، ج ٦ ، ص ١٨٩.
(٣) الضبي : بغية الملتمس ، ص ٥٠١.
(٤) عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الأموي أبو المطرف رابع ملوك بني أمية في الأندلس ولد بطليطلة سنة ١٧٦ ه / ٧٩٢ م بويع بقرطبة بعد وفاة أبيه بيوم واحد سنة ٢٠٦ ه / ٨٢١ م شيد القصور وبنى المساجد في الأندلس وأقام سور أشبيلة وجلب الماء العذب إلى قرطبة اتخذ السكة بقرطبة وضرب الدراهم باسمه ونظم الجيش وأكثر من الأسلحة والعدد احتجب قبل وفاته مدة ثلاث سنوات لعله أضعف قواه وكانت أيامه أيام سكون وعافية كثرت عنده الأموال كان عالي الهمة له غزوات كثيرة كان أديبا ناظما للشعر مطلعا على علوم الشريعة وبعض فنون الفلسفة مدة ولايته ٣١ سنه و ٣ أشهر ووفاته بقرطبة سنة ٢٣٨ ه / ٨٥٢ م. انظر الضبي : بغية الملتمس ، ص ١٤ ؛ الزركلي : الأعلام ، ج ٣ ، ص ٣٠٥.