شقيق صلاح الدين الأيوبي فقد أشار إلى قدومه إلى الحجاز في طريقه إلى اليمن على إثر خلاف وفتنة وقعت بين حكامها. واكتفى ابن جبير بالإشارة إلى الفتنة دون ذكر تفاصيلها (١) وكان ذلك سنة ٥٧٩ ه / ١١٨٣ م (٢).
كما اهتم الرحالة المغاربة والأندلسيون بذكر أسماء بعض الملوك المعاصرين لهم والذين كانت لهم ، صلة بالحجاز مع إيراد طرف من سيرهم بعيدا عن التحيز.
ح ـ إبراز الناحية السياسية :
شملت ملاحظات الرحالة المغاربة والأندلسيين والمدونة في أسفار رحلاتهم النواحي السياسية للبلدان التي زاروها.
فقد ذكر التجيبي عامل مدينة جدة من قبل أمير مكة نجم الدين أبي نمي الحسني (٣) واصفا إياه بملك مكة (٤) كناية عن الصلاحيات المطلقة الممنوحة له في إدارة شئون مكة وتوابعها وانتصاره على الطامعين في الحكم.
__________________
صاحب اليمن كان أخوه السلطان الملك الناصر صلاح الدين قد سيره إلى اليمن وكان رجلا شجاعا كريما مشكور السيرة حسن السياسة مقصودا في البلاد الشاسعة لإحسانه وبره توفي في شوال تاسع عشر منه سنة ٥٩٣ ه / ١١٩٦ م بالمنصورة وهي مدينة اختطها باليمن. انظر ابن خلكان : وفيات الأعيان ، ج ٢ ، ص ٥٢٣ ـ ٥٢٤ ؛ الفاسي : العقد الثمين ، ج ٥ ، ص ٦٢ ـ ٦٤.
(١) ابن جبير : الرحلة ، ص ١٢٤ ـ ١٢٦.
(٢) انظر تفاصيل ذلك عند أبي شامة : الروضتين ، ج ٢ ، ص ٢٥ ـ ٢٦ ؛ ابن كثير : البداية والنهاية ، ج ١١ ، ص ٣٠٩ ؛ ابن خلدون : العبر ، ج ٥ ، ص ٢٩٥ ـ ٢٩٦ ؛ الخزرجي : العقود اللؤلؤية ، ج ١ ، ص ٣٨.
(٣) محمد بن حسن بن على بن قتادة بن إدريس بن مطاعن الحسني يلقب بنجم الدين تولى إمارة مكة نحو خمسين سنه إلا أوقاتا يسيرة زالت ولايته عنها وقد شارك عمه إدريس بن قتادة في امرتها حوالى سبع عشرة سنه وقد تولى أبي نمي بعد قتل أبيه أبي سعد في المحرم سنة ٦٥٣ ه / ١٢٥٥ م وقد وقعت معارك كثيرة بينه وبين أمير اليمن والأشراف وأمير المدينة جماز بن شيحة إلى أن استقر له الأمر وخطب لملك مصر المنصور قلاوون وللملك المظفر صاحب اليمن ثم أعاد الخطبة لملك مصر الظاهر بيبرس وقد أثنى عليه من ترجم له ووصفوه بالصفات الحسنة وكان شاعرا قال بعض من ترجم له أنه يصلح للخلافة لو لا أنه كان زيديا وتوفي في صفر سنة ٧٠١ ه / ١٣٠١ م. انظر الفاسي : العقد الثمين ، ج ١ ، ص ٤٥٦ ـ ٤٧١.
(٤) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٢١٩.