العبودية ونحفظ رتبة السيادة [١٢٦ ب] ونقف على قدم الخدمة بين يديه متأدبين كما هو جاري العادة ، ويكون هذا الموقف إعزازا لا إذلالا ، ولا نتخذ كل وقت سوء الأدب ادلالا ، لا زال مقامه كل وقت شريفا ، وشرفه عاليا على كل شرف منيفا ، وظلّه في الآفاق صافيا وريفا ، وسعده واردا ورائدا من الإقبال منهلا وريفا ، فلم نزل مقيمين هناك بذاك المكان إلى أن عاد السّلطان من جوب تلك البلدان ، وضرب له بظاهر تلك البلدة الخيام ، وكان ذلك أواخر شهر المحرّم الحرام ، واستمر به المقام هناك ثلاثة أيام ، ثم عنّ له الركوب من هناك في البحر المالح لمّا رأى في ذاك من المصالح ، فبطل أعمال الركائب وأعمل ركوب المراكب ، وعدّى الى القسطنطينيّة محل تخت ملكه في القارب ، فما مضى ذلك اليوم وغده حتى ضمّته سراياه وبلده ، ثم تلاحقت به العساكر تترا ، وتألفت (١) مسرعة برا وبحرا ، وكنّا قد سئمنا هناك من المقام ، وإن لم يسأموا منّا أهل [١٢٧ أ] ذلك المقام ، وآل الإكرام منهم الى الإبرام ، وإن لم نبلوا (٢) من صحبتنا أقصى المرام ، فأجمعنا على الرحيل وأزمعنا ، ولم تك هناك الخيل معنا وليس ثمّ محمل ولا مركب غير ما حملنا إليها من ذلك المركب المنسوب إلى الرئيس (٣) لطفي ، وحاله في النذالة والسفاهة (٤) غير مخفي ، وإلّا المركب المنسوب لابنه ماميه ، ساق الله ما يستحقه إليه ، فأرسلنا وراءهما بسبب ذلك ، وذكرنا لهما ما هنالك ، وشرحنا لهما جليّة الخبر ، وقلنا : إن كنتم تهيأتم للسفر وإلّا فهنا مراكب أخر ، وقصدنا تقريب (٥) الرجعة والمضي إلى القسطنطينيّة سرعة ، فقالوا : قد تكاملت أمورنا ولكن اصبروا علينا إلى يوم الجمعة ، فمضت الجمعة ولا حس ولا
__________________
(١) وردت في (م): «وتتابعت».
(٢) وردت في (م) و (ع): «ينلوا».
(٣) وردت في (ع): «السيد».
(٤) وردت في (ع): «الشقاوة».
(٥) وردت في (م) و (ع): «بقريب».