وما كنت أدري قبل ذلك والهوى |
|
فنون بأن الرّوض يهوى ويعشق (١) |
فحرّك سواكن أحزان ، وأثار كمائن أشجان ، وأذكرني بالأهل والأوطان ، فترادفت لي زفرات وحنين ، وتتابعت مني عبرات وأنين ، وتمثّلت بقول بعض المغرمين :
تالله لقد سمعت بالدوح أنين |
|
ورقاء تنادي بنحيب وحنين |
الإلف مجاوري وهذا كلفي |
|
ماحال(٢)قرين قدنأى عنهقرين(٣) ١٣٦ ب] |
ثم بتنا بذلك الخان ، والنوم لا تألفه العينان ، ولا يعرف طريقا للأجفان ، والغرام للقلب مقلق ، والبكاء للكبد مغلق (٤) ، ولواعج الجوانح مع وجود ذلك البرد تحرق ، وقد اجتمع هناك من أدمع العين والغمام نهر مغدق بل بحر مغرق ، وذلك الليل بأذيال الوجود متعلّق ، ولعهوده أن لا يفاجئه الصباح متوثّق ، والصباح في نومه مستغرق ، أو مقيّد في قعر سجن لا فاك له منه ولا مطلق ، أو ميّت ثوى فحواه لحدّ (٥) مطبق ضيّق (٦) ، ولم نزل نستشم رائحة أجناده (٧) (ونستنشق ، ونسأل عنه) (٨) كل مغرّب ومشرّق ، إلى أن سطع نوره المشرق ، وتهلل وجهه من المشرق ، ونحن نكذب
__________________
(١) البيت في تاج المفرق ١ : ٢١٦ بلا عزو.
(٢) وردت في (ع): «حان».
(٣) البيتان للضياء بن ملهم المقدسي موجودة في تاج المفرق ٢ : ١٣٤.
(٤) وردت في (ع): «مفلق».
(٥) سقطت هذه الكلمة من (ع).
(٦) سقطت هذه الكلمة من الأصل.
(٧) سقطت هذه الكلمة من (ع).
(٨) ما بين القوسين ساقط من الأصل.