وكان لذلك الوداع موقف مشهود ، ينثر فيه من الدمع لؤلؤ منضود ، وينظم عقودا في نواحي الخدود ، وقلت : [من الخفيف]
موقف للوداع ينثر فيه |
|
درر نظمت من الآماق |
كوّنت مثل وجدنا في اجتماع |
|
وبدت مثل شملنا في افتراق |
وقد أسرجت الفوانيس والخيول ، وألجمت الأفواه بما أجرت العيون من السيول ، وطاشت الألباب وذهلت العقول من توادع الأحباب ، وصبرنا على ما هو أمرّ من الحين (١) من معالجة شدّة البين : [من الكامل]
من لم يكن أخذ الهوى بفؤاده [٦ أ] |
|
فلقد أخذت من الهوى بنصيب |
فرأيت أنّ أشدّ كل بلية |
|
قضيت على أحد فراق حبيب (٢) |
[من الكامل]
ولقد نظرت إلى الفراق فلم أجد |
|
للموت لو فقد الفراق سبيلا |
ثم ركبت الجواد بعد أن استودعت الله تعالى جميع الأهل والوالدة والأولاد (٣) ولقد أصابني بفراقهم ما أنّه : [من البسيط]
__________________
(١) الحين : الموت والهلاك.
(٢) البيتان في تاج المفرق ٢ : ٩٢ بلا عزو.
(٣) في (م): «وأولاد».