فقال : زدني ، قال : ما عندي زيادة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن ، أنا أبو عطاء عبد الأعلى بن عبد الواحد بن أحمد ، نا أبو محمّد إسماعيل بن إبراهيم بن محمّد القرّاب (١) ، أنبأ الحسين بن أحمد الثقفي ، نا محمّد بن المسيّب ، نا هاشم (٢) بن خالد القرشي قال : سمعت أبا سليمان الداراني يقول :
ما فارق القلب الخوف إلّا حزن (٣).
قال : وثنا إسماعيل ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن المقرئ ، نا أبو محمّد الخوّاص ، وابن الباقلاني ، قالا : نا ابن مسروق ، نا عمر بن محمّد النسائي ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، قال : سمعت أبا سليمان الداراني يقول :
وقعت أمي من فوق وتكسّرت ، فأهمّني أمرها ، فقلت : يا ربّ من يخدمها؟ فجعلت أبكي في سجودي فإذا هاتف يهتف ، يا أبا سليمان قم إلى الحائط فخذ ما فيه وادع به ، فقمت ؛ فإذا بقرطاس ما رأيت على نقائه وبياضه (٤) بخطّ ما رأيت مثله حسنا ، تفوح منه رائحة المسك ، وإذا فيه مكتوب : «يا مدرك الفوت بعد الفوت ، ويا من يسمع في ظلم الليل الصوت ، ويا من يحيي العظام وهي رميم بعد الموت» ، فدعوت بها وأنا ساجد ، فإذا أمّي تقول : يا أبا سليمان ما فعلت الغلّة ، قال : قلت لها : قد قمت؟ قالت : نعم.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد البروجردي ، أنا علي بن عبد الله بن أبي صادق ، نا محمّد بن عبد الله بن باكوية ، حدّثني علي بن الحسن الرامهرمزي بها ، ثنا علي بن عبد العزيز ، سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول : ثار (٥) أبو سليمان ذات ليلة ، فلما انتصف الليل قام ليتهيّأ فلما أدخل يده في الإناء بقي على حالته حتى انفجر الصبح وجاء وقت الإمامة ، فخشيت أن تفوت صلاته ، فقلت : الصلاة يرحمك الله ، فقال : لا حول ولا قوة إلّا بالله ، ثم قال : يا أحمد أدخلت يدي في الإناء ، فعارضني عارض من سري : هب أنك غسلت بالماء ما
__________________
(١) بالأصل : «الغراب» خطأ والصواب عن م ، وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٣٧٩ ، وفي المطبوعة : الفرات.
(٢) عن م وبالأصل : هشام.
(٣) كذا بالأصل ، وفي المطبوعة : «خرب» وفي م : «حرب» والخبر في الرسالة القشيرية ص ١٢٧ وفيها : خرّب.
(٤) عن م وبالأصل : بقائه ونقائه.
(٥) كذا بالأصل ، وفي م «فات» وفي المطبوعة : بات. وهو أشبه.