عبد الوهّاب بن الحسن ، أنا أبو الجهم بن طلاب ، نا أحمد بن أبي الحواري ، قال : سمعت أبا سليمان قال : لأهل الطاعة في ليلهم ألذّ من أهل اللهو بلهوهم ، ولربّما رأيت القلب يضحك ضحكا.
قال أبو الحسن : هذا لأهل الطاعة.
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أنبأ أبو الحسن المقرئ ، أنا أبو محمّد المصري ، ثنا أحمد بن مروان ، نا إبراهيم بن حبيب قال : سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول : سمعت أبا سليمان يقول : لو لم يبك العاقل فيما بقي من عمره حتى يخرج من الدنيا إلّا على ما فاته من لذة طاعة الله فيما مضى من عمره ، لكان ينبغي له أن يبكيه ذلك حتى يخرج من الدنيا ، فقلت : يا أبا سليمان إنّما نبكي على ما مضى من وجد لذة الإيمان ، فقال : صدقت.
قال : وسمعته يقول : أهل الطاعة فليلهم ألذّ من أهل اللهو بلهوهم ، وربما استقبلني الفرح في جوف الليل ، وربّما رأيت القلب يضحك ضحكا.
أخبرنا أبو القاسم المستملي ، نا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا محمّد يحيى بن منصور القاضي يقول : نا أبو بكر الإسماعيلي النيسابوري ، نا أحمد بن أبي الحواري (١) قال :
سمعت أبا سليمان الداراني يقول : بينا أنا ساجد إذ ذهب بي النوم ، فإذا أنا بها ـ يعني الحوراء ـ قد ركضتني برجلها فقالت : حبيبي أترقد عيناك والملك يقظان ينظر إلى المتهجدين في تهجدهم؟ بؤسا لعين آثرت لذة نومة على لذة مناجاة العزيز ، قم فقد دنا ولقي المحبّون بعضهم بعضا فما هذا الرقاد؟ حبيبي وقرّة عيني ، أترقد عيناك وأنا أربى لك في الخدر (٢) منذ كذا وكذا ، فوثبت فزعا ، وقد عرقت استحياء من توبيخها إيّاي وإنّ حلاوة منطقها لفي سمعي وقلبي.
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، ثنا نصر بن إبراهيم الزاهد ـ إملاء ـ أنبأ سليم بن أيوب ، أنا أبو محمّد إسماعيل بن الحسين البخاري ، نا أبو حاتم محمّد بن عمر بن شاذويه ، نا نصر بن زكريا ، نا أحمد بن أبي الحواري الدمشقي ، قال (٣) :
__________________
(١) الخبر في البداية والنهاية ١٠ / ٢٨٠ بتحقيقنا.
(٢) البداية والنهاية : وأنا أتربى لك في الخدور.
(٣) البداية والنهاية بتحقيقنا ١٠ / ٢٨١ الخبر والشعر.