أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن أبي جعفر الطّبسي ، نا أبو القاسم السّرّاج ـ يعني عبد الرّحمن بن محمّد النيسابوري ـ أنا أبو سعيد بن رميح ، نا عيسى بن عبد الله ، نا محمّد بن إدريس ، أنا أحمد بن أبي الحواري قال : سمعت أبا سليمان الداراني يقول : لا يكون العبد تائبا حتى يندم بالقلب ، ويستغفر باللسان ، ويرد المظالم فيما بينه وبين الناس ، ويجتهد في العبادة.
سمعت أبا المظفّر بن القشيري يقول : سمعت أبي يقول : سمعت محمّد بن الحسين يقول : سمعت عبد الله بن الحسين يقول : سمعت أبا محمّد البلاذري يقول : سمعت أبا عبد الله العمري يقول : سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول : سمعت أبا سليمان الداراني يقول : قال الله تعالى : عبدي إنك ما استحييت مني أنسيت الناس عيوبك ، وأنسيت بقاع الأرض ذنوبك ، ومحوت من أمّ الكتاب زلاتك ، ولا أناقشك في الحساب يوم القيامة.
سمعت أبا المظفّر بن القشيري يقول : سمعت أبي يقول : سمعت أبا عبد الرّحمن السلمي يقول : سمعت أبا جعفر الرازي يقول : سمعت عباسا (١) يقول : سمعت أحمد قال : سألت عن الصبر.
ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد ، أنا عبد الأعلى بن عبد الواحد بن أحمد الهروي في كتابه ، أنا إسماعيل بن إبراهيم المقرئ الهروي ، أنا الحسين بن أحمد الثقفي ، نا أحمد بن الحسين بن طلّاب ، نا أحمد بن أبي الحواري قال : ذاكرت أبا سليمان الصبر ، فقال : والله ما نصبر على ما نحب ، فكيف نصبر على ما تكره (٢).
أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد السّنجي المؤدب ، أنا أبو الحسن المديني (٣) ، ثنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمّد ، أنا الحسن بن محمّد بن الحسن الكوفي بها ، حدّثني إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي ، نا أحمد بن أبي الحواري قال : تنهّدت عند أبي سليمان الداراني فقال لي : إنك عنها يوم القيامة مسئول ، فإن كان على دين سلف فطوباك (٤) ، وإن كان على الدنيا فويل لك.
__________________
(١) بالأصل : عياش ، وفي م : «عباس» والصواب ما أثبت.
(٢) الرسالة القشيرية ص ١٨٤ وبالأصل : «تصبر ... تحب ... تصبر» والمثبت عن م والرسالة القشيرية.
(٣) الأصل وم ، وفي المطبوعة : المدني.
(٤) الأصل وم ، وفي المطبوعة : فطوبى لك.