الخطيب الحرفي ، نا أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي ، أن العبّاس بن يوسف الشكلي حدّثهم ، حدّثني داود بن المبارك ، نا أحمد بن أبي الحواري ، قال : سمعت أبا سليمان الداراني يقول : نظروا إلى أعز غاية فجعلوها أول غاية لباس الصوف ينبغي إذا لم يبق في القلب شهوة من الدنيا تدرّع العباء لأنها علم الزهد ، أما يستحي أحدكم أن يلبس عباء بثلاثة دراهم ، وفي قلبه شهوة بخمسة.
أنبأنا أبو طاهر بن الحنّائي ، أنبأ أبو علي المقرئ.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا سهل بن بشر ، أنا طرفة بن أحمد ، قالا : أنا عبد الوهّاب ، أنا أبو الجهم ، ثنا أحمد بن أبي الحواري قال : وسمعت أبا سليمان يقول لابن يحيى بن حمزة [يعنى ورأى](١) عليه جبة صوف وعباءة : ألق هذه الجبة عنك ، وعليك بثوبين أبيضين يخلطانك بالناس ، واتّخذ مؤدبا غير قاسم ـ يعني الجوعي ـ.
قال : وسمعت أبا سليمان يقول (٢) : إذا رأيت الصوفي يتنوق في الصوف فليس بصوفي.
قال : وقال أبو سليمان : حياء هذه الأمة أصحاب القطن : أبو بكر الصّدّيق وأصحابه.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي ، أنا أبو جعفر الرازي ، ثنا العبّاس بن حمزة ، نا أحمد بن أبي الحواري قال : قلت لأبي سليمان الداراني : بما نال أهل المحبة المحبة من الله عزوجل؟ قال : بالعفاف وأخذ الكفاف.
قال : وسمعت أبا عبد الرّحمن السلمي يقول : سمعت منصور بن عبد الله يقول : سمعت يعقوب بن إسحاق بن (٣) محمود يقول : حدّثنا أحمد بن خالد القومسي (٤) ، نا أحمد بن أبي الحواري ، نا أبو سليمان قال : إنّما الأخ الذي يعظك برؤيته قبل أن يعظك بكلامه ، لقد كنت أنظر إلى الأخ من إخواني بالعراق فأعمل على رؤيته شهرا (٥).
أخبرنا أبو القاسم الجنيد بن محمّد بن علي القايني (٦) الصوفي ببغداد ، قدمها حاجا ،
__________________
(١) ما بين معكوفتين زيادة عن م.
(٢) الخبر في البداية والنهاية بتحقيقنا ١٠ / ٢٨١.
(٣) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : يعقوب بن إسحاق بن أحمد بن محمود.
(٤) رسمها وإعجامها مضطربان بالأصل وم والصواب عن المطبوعة.
وهذه النسبة إلى قومس وهي ناحية على طريق خراسان من بسطام إلى سمنان (الأنساب).
(٥) الخبر في البداية والنهاية بتحقيقنا ١٠ / ٢٨١ وفيها : فأنتفع برؤيته شهرا.
(٦) في م : «القاري» والمثبت يوافق مشيخة ابن عساكر ٣٩ / ب.