ولا ترغب عنه حتى مضى لسبيله ، وأنت ترى أنك بوجه هذا الحديث : «كن حلس بيتك» (١) ، ومثله من الأحاديث أعلم بها من أبيك ، وممن أدرك من أهل العلم ، فأعيذك بالله ، وأنشدك به أن تعتصم برأيك شاذا به دون أبيك ، وأهل العلم قبله ، وأن يكون لأصحاب الأهواء قوة ، وللسفهاء في تركهم الجمعة فتنة يحتجون بك إذا عوتبوا على تركها.
أسأل الله أن لا يجعل مصيبتك في دينك ، ولا يغلب عليك شقاء ، ولا اتباع هوى بغير هدى منه ، والسلام عليك.
قال : ونا يعقوب (٢) ، نا العباس بن الوليد ، عن أبيه ، قال :
لما كانت السنة التي تناثرت فيها الكواكب خرجنا ليلا إلى الصحراء مع الأوزاعي وأصحابنا ، ومعنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، قال : فسل سيفه ، فقال : إنّ الله قد جدّ فجدّوا (٣) ، قال : فجعلوا يسبّونه ويؤذونه وينسبونه إلى الضعف ، قال : فقال الأوزاعي : إنّي أقول أحسن من قولكم ، عبد الرحمن قد رفع عنه القلم ـ أي أنه مجنون ـ.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن الكتاني (٤) ، أنا أبو محمّد التميمي ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٥) ، حدّثني بعض أصحابنا عن أبي مسهر ، قال :
كنا مع سعيد بن عبد العزيز ، ومعنا ابن زبر ، فنعي إلينا ابن ثوبان ، فاسترجع سعيد بن عبد العزيز.
قال : ونال أبو زرعة (٦) ، حدّثني إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر ، قال : ولد ابن ثوبان (٧) سنة خمس وسبعين ، ومات سنة خمس وستين مائة ، وصلّى عليه سعيد بن عبد العزيز.
أخبرنا أبوا (٨) الحسن ، قالا : نا ـ وأبو النجم ، أنا أبو بكر الخطيب (٩) ، قال :
__________________
(١) بالأصل وم والمعرفة والتاريخ : «جليس» والمثبت عن المطبوعة ، وانظر ما لاحظه محققها بشأنها.
(٢) المعرفة والتاريخ ٢ / ٣٩٢.
(٣) الأصل : «قد حدّ فحدوا» والمثبت عن المعرفة والتاريخ.
(٤) الأصل : «الكناني» واللفظة غير ظاهرة في م من سوء التصوير ، والصواب ما أثبت ، والسند معروف.
(٥) تاريخ أبي زرعة ١ / ٢٧٣.
(٦) تاريخ أبي زرعة ١ / ٢٧٣.
(٧) في تاريخ أبي زرعة : قال : ولد أبي سنة ... خطأ ، وقد نقل الخبر المزي في تهذيب الكمال ١١ / ١٣٣ من طريق أبي زرعة وقد جاء فيه صوابا كالأصل وم.
(٨) بالأصل : «أبو» والسند معروف.
(٩) تاريخ بغداد ١٠ / ٢٢٥ وانظر تاريخ أبي زرعة ١ / ٢٧٣.