وقال الحسن بن يعقوب : «ذكر بعض حمير عن أسلافه عن كعب الأحبار أنه أدرك من لقي (١) من عشيرته سطيحا ، وأخبره أعقاب من لقي شقّا أنهما سئلا عن كثير من أخبار اليمن فأخبرا بأحداث كثيرة تكون فيها. منها أن قالا : باليمن ثماني بقاع منها أربع مقدسة ، أو قال مرحومة ، وأربع محرومة ، أو قال مشؤومة ، وثمانية كنوز.
فالبقاع المرحومة : مراء معين وبه الكثيب الأبيض وهو رباط يخرج إليه الناس إلى هذا اليوم ، والجند ، ومأرب ، وزبيد.
والبقاع المحرومة أو المشؤومة : ختا (٢) الجبل الأشيب ، سيد جبال النار ، قطب اليمن. إذا سكن سكنت اليمن ، يكون فيه وفيما دار فيه ست عشرة وقعة ؛ إن ذلك الجبل لجبل تظهر به النار والخراب وتعوي فيه الذئاب ، ثم تعمر فيه الدور وتشيّد فيه القصور وتعمر (٣) فتكون من أوطان المنصور ويسير بين يديه رجل (٤) [من أهله](٥) كأني به راجلا بين يديه حافيا متذللا له مسارعا إلى طاعته نافذا في أمره وتذال به الجبال من السهول ويكون أشهر ما باليمن ولا أعلم أنه أتى على زنة ختا من أسماء المواضع إلا ذرا وحذا (٦) وهذه مواضع باليمن وذو الدباد [وه ..] و (٧) كانون الآخر / فهذه الأربعة الأسماء لا خامس لها على هذه البنية (٨) ، ومما يقاربها خاو وهو من منازل التراخم. وفي بلد خولان خاوي
__________________
(١) «من لقي» ليست في مب.
(٢) الإكليل : «ختا في الجبل».
(٣) حد ، صف ، مب : «تؤهل».
(٤) الأصل با ، س : «راجلا» والتصحيح من بقية النسخ.
(٥) من : حد ، صف ، مب.
(٦) كذا وردت هذه الكلمات بميم في آخرها وجاءت رابعة هذه الكلمات وهي : «ذو الدبا» دون ميم ، وجاءت هذه الكلمات الأربع في الإكليل بإسقاط الميم ولعله أصح لما يتفق مع السياق.
(٧) من الإكليل.
(٨) ليست في مب. وفي حد : «الثلاثة» تصحيف واضح.