المحمّة ، وقوله منضود يتبع بعضه بعضا ، ويقال : قد نضد بعضها على بعض ، وما هي من الظالمين ببعيد ، قال : ظالمي هذه الأمة ، ثم قال : والله ما أجار منها ظالما بعد.
قال أبو بكر الهذلي : وما هي من ظلمة أمتك ببعيد / فلا يأمنها ظالم (١) وقال الله تعالى في الترهيب لهذه الأمة إذا عتا طغيانهم ، وعتا تجبرهم ، وأكثروا الفساد في الأرض : (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذا هِيَ تَمُورُ. أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ)(٢). وقال تعالى : (قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ) ـ يعني بالخسف والرجم بالحجارة (٣) ـ (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً) ـ وهي الأهواء المختلفة ـ (وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ)(٤) بالسيف والعداوة فيما بينهم والبغضاء ، وقد جاء عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «يكون في هذه الأمة خسف ، ومسخ وقذف وريح حمراء» (٥) وذلك إذا ظهرت هذه العلامات في أمته صلىاللهعليهوسلم ؛ من ذلك ما حدثني علي بن محمد المكي. قال القاضي : قال ابن جوصاء محمد [بن](٦) يحيى بن بكر عن حمزة عن أبي محمد عن أبي هريرة : قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إذا عطلت أمتي خمس عشرة خصلة (٧) حلت بهم النقمات ، إذا اتخذوا الفيء دولا ، والأمانة مغنما ، والزكاة مغرما ، والتفقه في الدين لغير الله ، وأطاع
__________________
(١) حد ، صف : «يأمنها منهم ظالم».
(٢) الملك : ٦٧ / ١٦ ـ ١٧.
(٣) «يعني بالخسف والرجم بالحجارة» ليست في حد.
(٤) الأنعام : ٦ / ٦٥ ، وتمامها (... انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ).
(٥) الفتح الكبير : «يكون في آخر الزمان الخسف والقذف والمسخ» ، وانظر سنن ابن ماجه ٢ / ١٣٤٩ ـ ١٣٥٠.
(٦) من الترمذي.
(٧) ليست في : حد ، صف.