قال أبو حاتم السجستاني : إن عبد الله بن كثير من أبناء فارس الذين قدموا اليمن ، وكان موت مجاهد سنة ثلاث ومئة وهو ابن ثلاث وثمانين ، مات قبل طاوس بسنتين ، وذكر أن موت ابن كثير سنة ست عشرة ومئة وقد قيل إنه مات بعد العشرين ، وكانت وفاة طاوس اليماني بمكة ، صلى عليه هشام [بن عبد الملك](١) ، ويقال إن أول من جمع القرآن بصنعاء عبد الله بن مرثد بن يزيد ، وعبد الله بن مرثد هو أبو شريق العابد.
قال أبو محمد : حدثني شريق بن عبد الله العابد ، قال : حدثني أبي ، وكان لشريق عبادة ؛ كان أعبد أهل صنعاء في زمانه ، وكان فيما يقال مجابا في دعوته.
قال أبو محمد : حدثني محمد بن المنتصر ، قال : سمعت شريقا يقول : رأيت ليلة القدر في مسجد صنعاء ليلة ، وفي مكة ليلة ، فقلت له (٢) : في أي ليلة رأيتها بصنعاء؟ وأي ليلة رأيتها بمكة؟ قال : رأيتها بصنعاء ليلة ثلاث وعشرين في عام ، والعام الثاني ليلة أربع وعشرين ، قال : وأخرج إلى حوض صنعاء فشربت منه ماء عذبا ، فقلنا له : في أي ساعة من الليل رأيتها (٣)؟ قال : في الثلث الأوسط ، قلنا : كيف رأيتها؟ قال : كانت السماء تنفرج.
قال أبو محمد : سمعت محمد بن عبد الرحيم بن شروس صاحب مالك بن أنس يقول : أخبرني سامك قال ، ولم يكن بدون شريق في العبادة ، قال : دخلت على شريق في مرضه الذي مات منه فقال : أخبرك بشيء إن قمت من مرضي هذا فلا أحب أن تذكره ، وإن مت فاذكره ، خطر ببالي الحور العين فسألت الله تعالى أن يزوجني من الحور العين وكنت مغطيا / رأسي فكشفت (٤) فإذا عند وسادتي منهن واحدة فكلمتني وكلمتها.
__________________
(١) من : حد ، صف.
(٢) حد ، صف ، مب : «فسألته».
(٣) «من الليل رأيتها» ليست في مب ، وانظر الخبر فيما سبق ص ٢٣٨
(٤) بقية النسخ : «فكشفت عند رأسي فإذا ...».