كيف لو رأيت أختي ، فقال لها : أرنيها ، قالت : أخشى أن تتركني وتتزوجها.
فقال : إن تزوجتها فهي طالق! فلمّا رآها أعجبته فطلق الأولى. فبعث الوليد بن عبد الملك إلى الفقهاء يسأل عن يمينه التي حلف بها ، وجاء كتابه إلى صنعاء فجمع مروان بن محمد هؤلاء الفقهاء وكانوا يومئذ فقهاء اليمن ، فسألهم ، فأجمعوا أنه لا طلاق قبل نكاح ، فقال سماك بن الفضل : إنما النكاح عقد يعقد ثم يطلق فإن هذا طلق قبل أن يعقد فليس بشيء ، فأعجب مروان بن محمد قوله فولاه القضاء وكتب إلى الوليد بن عبد الملك أن القاضي قبلي قال كذا وكذا.
وكان بها من صلحائها وأئمتها ومؤذنيها عمرو بن عبيد بن حيرد وكان إمام أهل صنعاء في مسجد نقم والمؤذن فيه ، وكان من أصحاب وهب وزياد بن الشّيخ ؛ وكان زياد قد صلّى / صلاة الصبح خلف ابن الزبير فسمعه يقرأ : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ)(١).
وروى ابن جريج لّما قدم صنعاء عن ابن الشيخ.
وكان بها عمر بن درّية يروي عن وهب ، قال أبو محمد [محمد](٢) بن يوسف الحذاقي ، قال إبراهيم بن خالد ، قال : حدثني عمر بن عبد الرحمن وعمر بن عبيد عمي (٣) أنهما سمعا وهبا يقول : إن في الإنجيل مكتوبا ، إن الله تعالى يقول (٤) : «إن مني الخير وأنا أقدره لخيار عبادي ، فطوبى لمن قدرته له ، إن مني الشر وأنا أقدره لشر عبادي فويل لمن قدرته له».
حدثني القاضي عبد السّلام بن محمد النّقوي ، قال : أخبرني أبي ، قال أبو
__________________
(١) الحجرات : ٤٩ / ١٠ ، وتمامها : (... وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).
(٢) من بقية النسخ.
(٣) ليست في : حد ، صف.
(٤) «إن الله تعالى يقول» ليست في : حد ، صف.