المقرئ ، أنا أبو العباس أحمد بن يحيى ، أخبرني عافية بن شبيب قال :
كانت في عبد الصّمد بن علي عجائب منها : أنه مات بأسنانه التي (١) ولد بها ، ومنها : أنه قام على منبر قام عليه يزيد بن معاوية وبينهما مائة سنة ، وهما في النسب إلى عبد مناف مثلان ، ومنها : أنه دخل سردابا يندف فيه فطارت ريشتان فلصقتا بعينيه فذهب بصره ، ومنها : [أنه] كان يوما عند الرشيد فقال : يا أمير المؤمنين هذا مجلس فيه أمير المؤمنين ، وعمّ أمير المؤمنين ، وعمّ عمّه ، وعمّ عمّ عمّه ، ومنها : أن أمّه كثيرة التي كان عبيد الله (٢) بن قيس الرقيات يشبّب فيها في شعره ويقول :
عادله من كثيرة الطرب (٣)
قال عافية : سليمان بن أبي جعفر عمّ الرشيد ، والعباس عمّ سليمان ، وعبد الصّمد عمّ العباس.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٤) ، حدثني الحسين بن الحسن ، قال : سمعت الهيثم بن جميل قال : سمعت مهلهلا يقول : خرجت مع سفيان إلى مكة ، قال : وحج الأوزاعي ، فترافقنا (٥) ثلاثتنا في بيت ، فبينما نحن ذات يوم جلوس دخل خصي فقال : الأمير جائي (٦) إليكم وعلى الناس عبد الصّمد بن علي ، قال : فأما أنا والأوزاعي فتثبنا ، وأما سفيان فدخل خيرا (٧) ، فما كان بأسرع من أن جاء عبد الصّمد فدخل ، فأما الأوزاعي فسلّم عليه فقال : أين أبو (٨) عبد الله؟ قال : مهلهل ، فقلنا : دخل لحاجة ، فقمت إليه ، فقلت : إنّ الرجل ليس ببارح أو يخرج (٩) قال : فألقى رداءه وخرج في إزار وليس عليه رداء ولا قميص ، وكان عظيم البطن ، فسلّم ورمى بنفسه في وسط البيت ، فقال عبد الصّمد : يا أبا عبد الله إنّك رجل أهل المشرق ، وعاليهم (١٠) بلغني قدومك فأحببت الاقتداء بك ، قال : فأطرق سفيان ثم قال : ألا
__________________
(١) الأصل : الذي ، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٢) الأصل : عبد الله ، تصحيف ، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٣) البيت مطلع قصيدة طويلة ، ديوانه ط بيروت ص ١ ، وعجزه في الديوان : فعينه في الدموع تنسكب.
(٤) المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي ١ / ٧٢٤.
(٥) عن المعرفة والتاريخ ، وبالأصل : فتراعنا.
(٦) كذا بالأصل.
(٧) كذا بالأصل ، ومكانها في المعرفة والتاريخ بياض ، وكتب محققها في الحاشية : أن رسمها بالأصل : حبدا.
(٨) المعرفة والتاريخ : اين عبد الله.
(٩) كذا ، وفي المعرفة والتاريخ : أن تخرج.
(١٠) كذا بالأصل ، وفي المعرفة والتاريخ : وعالمهم.