البراء قال : ومات المهدي بالرذ من ماسبذان لثمان بقين من المحرم سنة تسع وستين ومائة ، وكان نقش خاتمه : العزة لله ، وكان عمره ثلاثا وأربعين سنة وخلافته عشر سنين وشهر وخمسة أيام.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم قال : قال أبو بكر السّدوسيّ : توفي المهدي بماسبذان ، وصلى عليه الرشيد وتوفي وله ثلاث وأربعون سنة. أخبرنا علي بن أحمد المقرئ ، أخبرنا علي بن أحمد بن أبي قيس ، أخبرنا أبو بكر ابن أبي الدّنيا ، حدّثني العجليّ عن عمرو بن محمّد عن أبي معشر قال : توفي المهدي وهو ابن ثلاث وأربعين سنة.
وقال ابن أبي الدّنيا : حدّثنا محمّد بن صالح قال : حدّثني عبد الله بن محمّد المظفري قال : توفي المهدي وهو ابن خمس وأربعين سنة.
وهو ابن عم دعبل بن علي الخزاعيّ ، وقيل : هو محمّد بن رزين. وكان عم دعبل والأول أصح. كان أحد شعراء الرشيد وله فيه مدائح كثيرة. ولما مات الرشيد رثاه ومدح الأمين. ومما يستحسن من شعره قصيدته الضادية التي أولها :
أبقى الزمان به ندوب عضاض |
|
ورمى سواد قرونه ببياض |
وهي قصيدة مشهورة سائرة.
قرأت على الحسن بن علي الجوهريّ ، عن أبي عبيد الله المرزباني قال : روى عن عبد الله بن المعتز عن أبي خلف العامري ـ من بني عامر بن صعصعة ـ. قال : من قال إنه كان في الدّنيا أشعر من أبي الشّيص فكذبه ، والله للشعر على لسانه كان أسهل من شرب الماء على العطاش ، ولقد كان يفضل على شعراء زمانه يقرون له بذلك لا يستنكفون ، وكان من أعذب الناس ألفاظا ، وأجودهم كلاما ، وأحكمهم رصفا ، وكان وصافا للشراب ، مداحا للملوك ، ودعبل بن علي ابن عمه. ويقال : إنه منه استقى وحفظ أشعاره كلها ، فاحتذى عليها.
وقال المرزباني : حدّثني علي بن هارون ، أخبرني أبي قال : من بارع شعر أبي
__________________
(١) ٩٩٠ ـ هذه الترجمة برقم ٢٩١٨ في المطبوعة