قدم بغداد وروى بها عن محمّد بن يوسف الفربري كتاب «الصحيح» للبخاري ، ولم يحدّثنا عنه أحد من شيوخنا البغداديّين ، لكن حدّثنا عنه أبو نعيم الأصبهاني ، ومحمّد بن حسن الأهوازي.
حدّثنا أبو نعيم حدّثنا أبو أحمد محمّد بن محمّد بن مكي بن يوسف الجرجاني حدّثنا علي بن محمّد الصّائغ ـ بجرجان ـ حدّثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن الحارث الكسائي حدّثنا مالك بن أنس عن حميد عن أنس. قال : جاء علي إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ومعه ناقة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما هذه الناقة؟». قال : حملني عليها عثمان. فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «يا علي اتق الدّنيا ، فإن من كثر شيئه كثر شغله ، ومن كثر شغله اشتد حرصه ، ومن اشتد حرصه كثر همه ونسي ربه ، فما ظنك يا علي بمن نسي ربه؟» (١).
هذا حديث منكر بإسناده تفرد بروايته الصّائغ وهو ضعيف جدا ، عن الكسائي وهو مجهول.
قال لي أبو نعيم سمعت عن محمّد بن محمّد بن مكي بأصبهان بعض كتاب الصحيح ، وسمعت منه بقيته ببغداد ، وقد تكلموا فيه وضعفوه.
أنشدني محمّد بن الحسن بن أحمد الأهوازي قال : أنشدني القاضي أبو أحمد محمّد بن مكي الجرجاني لنفسه :
إذا المرء لم يحسن مع النّاس عشرة |
|
وكان بجهل منه ـ بالمال معجبا |
ولم تره يقضي الحقوق فإنّه |
|
حقيق بأن يقلى وأن يتجنّبا |
وأنشدني الأهوازي قال أنشدني القاضي أبو أحمد أيضا لنفسه :
مضى زمن وكان النّاس فيه |
|
كراما لا يخالطهم خسيس |
فقد دفع الكرام إلى زمان |
|
أخسّ رجالهم فيه رئيس |
تعطّلت المكارم يا خليلي |
|
وصار النّاس ليس لهم نفوس |
__________________
(١) ١٥٩٩ ـ هذه الترجمة برقم ١٢٨٣ في المطبوعة.
انظر : الأنساب ، للسمعاني ٣ / ٢٢٢ ـ ٢٢٣.
(٢) انظر الحديث في : مصنف ابن أبي شيبة ٣ / ١٢٦ ، ٦ / ١١٦. وتنزيه الشريعة ٢ / ٢٨٥.